ثورة شعبية عارمة اجتاحت اللبناني من الشمال الي الجنوب معبرة عنه بصوت واحد ضد الطبقة السياسية التقليدية الحاكمة وفسادها تحت شعار "كلن يعني كلن" دون استثناء ثورة عابرة للطائفية والمذهبية والانتماءات الضيقة الجغرافية او الدينية او الطائفية .
شعب واحد تحت مظلة علم الدولة المكلل بشجرة الأرز، هذا هو لبنان العظيم ينتفض فيه السني والشيعي والمسيحي يدا واحدا ضد الاقتطاع السياسي ضد الفساد والفقر والبطالة بحثا عن العدالة والمساواة والدولة المدنية الحقيقية التي يكون فيها قيمة للمواطن واحترام لكرامتع الإنسانية بغض النظر عن مذهبه وطائفته... هذا هو لبنان تأثر بطريقة تختلف عما حصل في العديد من البلدان: النشيد الوطني يجمعهم وعلم الدولة مظلتهم وبالفرح والغناء والدبكات دون شغب أو تخريب ودون قطرة دم، هذا هو الشعب اللبناني العريق العظيم والمتحضر ينفض غبار المذهبية والطائفية باحثا عن المواطنة الحقيقة بكل إباء وشمم ورفعة وارتقاء على الرغم أن البعض حاول شيطنة الثورة لكنهم فشلوا في إسكات صوت الحق.
وتراجع الخطاب السياسي للقيادات السياسية التقليدية من القوة والعنفوان والتهديد إلى التوافق مع مطالب الشارع والانصياع لكلمة الشعب الواحدة.
فالشعب يريد إسقاط النظام الطائفي والمحاصصة ونجح في إقالة الحكومة، وتشتد وتيرة الحراك الثوري الي بقية المطالب، حكومة مستلقة من أهل الاختصاص لمعالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، انتخابات مبكرة وعدالة ومساواة، وهذا هو لبنان الكرامة، الجيش يقف بقوة إلى جانب الشعب، يحمي المتظاهرين ويرعاهم في كل أرجاء البلاد الشعب اللبناني كطائر الفنيق يحلق عاليا ولن يسقط أبدا لأن كلمة الشعوب أقوى من كل السياسيين مهما كانت جذورهم عميقة بكل مكوانتها أكبر من أي فرد حتي لو كان زعميا تقليديا، فالشعوب عندما تتحرك لا يمكن لأي كان من الانتصار عليها .
وهذا هو الشعب اللبناني العظيم يضع الأساس الأول لانطلاقة جديدة تقوم على الكرامة والمساواة والعدل والقضاء على الفساد السياسي والمالي ويعيد بناء لبنان الجديد تحت سيادة شعبه الموحد العاشق للحياة، وعليه فإن القدر يستجيب وبسرعة لتحقيق الأهداف المأمولة وإن غداً لناظره لقريب
إن لبنان المحبة والكرامة يستحق الحياة من جديد .