مجلس نواب مغادر , وآخر قادم .. ماذا بعد؟
د. عدنان سعد الزعبي
04-11-2019 09:36 AM
مع بداية اعمال الدورة الرابعة لمجلس الامة الثامن عشر ، يبدأ العد التنازلي لنهاية هذا المجلس وبدء مرثون الحملات الانتخابية للمجلس التاسع عشر . وسط واقع مر ومعاناة لم يسبق لها مثيل , وفقدان للثقة بالمؤسسات العامة والخاصة وشعور غريب بحالة استدامة الفساد واستمرار الشللية وعدم المساواة , وضعف المعينيين وسوء اختيارهم. لا يمكن للحكومة ولا اي حكومة من الانطلاق والخروج بنا من مأزق لقمة العيش وشربة الماء وحق العيشة الكريمة والعمل .جنبا الى جنب التخلص من الوجوه التي تتقلب علينا من منصب لآخر ومن حكومة لأخرى رغم ثبات فشلها وقناعة الناس بسوء ادارتها وعدم قدرتها على مواكبة ومواجهة التحديات ولا البدء بتولد الامل الا بوجود ارادة حقيقية بالتغيير الذي لا يحتاج الا موقف او موقفين ليعيد ترتيب البيت الداخلي وترميم ما وضعنا في شبكة الابواب البالية .، ؟! .
ليست هي معجزة ، اذا قلنا ان اعادة ترتيب البيت الاردني وتطهير مواقعه (بالديتول ) يحتاج لمعجزة , وليست هي القضية التي تنطلق بنا نحو النمو الاقتصادي وزيادة الاستثمار الاجنبي وتشغيل العمالة تحتاج لإعجوبة!؟؟, فالسوريون وما ان هدأت الحرب الطاحنة , ووسط اشلاء البشر واكوام التراب والاحجار والسماء الملبدة بادخنة التفجيرات والحرائق هب ابنائه ليعاودوا دورهم فاصبح في كل بيت مصنع وفي كل شارع محال وفي كل قرية مزارع وفلاح وتراكتور ينتظروا عطف السماء وخير الله على عباده . لم يفكروا بالوظائف والطاولات الفخمة ، بل استفاد مما هيئته الحكومة له من قنوات وارهاصات ودعم متواضع من اجل الانطلاق بقطاع الزراعة والصناعة , وتعزيز دور القطاع الخاص وتشجيعه وتطمينه بدل تخويفه وتهريبه وتشتيته واخراجه من البلاد . من الدمار الى البناء والنشوء , فهل هي معادلة غير مفهومة ام سر لا يمكن حله الا في سوريا .
مجلس النواب وبكل صراحة قصر عن اداء دوره رغم انه ناقش التشريع ، ومارس الرقابه وله مواقف تصلح ان تكون شعارا انتخابيا وبطولات فردية على مستوى الدوائر الانتخابية , لكنها لم ترتقي الى مستوى وطن عانا ويعاني , ويئن شعبه من الجوع وتراجع الحال في الوقت الي ما زال النواب يروا طبقة تتبغدد بالثروات وتتنعم بالآلاء وتجول وتصول غير آبهة بأحد ولا بقانون ولا بمؤسسات.موظف في السماء وآخر بالحضيض . لا نستطيع ان نقول ان النواب فشلوا , لكننا نستطيع القول انهم لم يؤدوا الدور المطلوب بشكل احترافي ويرتقي لمستوى التحديات .
ماذا سيقول الملك في خطبة العرش الاحد القادم للنواب وللشعب , خاصة وان الملك يدرك كل تفاصيل المشهد الاردني وبدقة متناهي ويدرك مكامن الضعف ومعانات المواطنين . الذي انتخب هؤلاء النواب , فالملك عبر عن رأيه مرارا وتكرارا بتصريحاته وتوجيهاته للحكومة وزيارته للرئاسة والدوائر وللمواطنيين . الملك الذي يخلق التفاؤل الدائم وينظر لمستقبل مشرق اكثر واعظم مع زوال التحديات يطلب من الحكومة والنواب الواقعية والجهد والانفتاح على الناس حتى يعرف الناس ان الجميع يعمل من اجل النهوض والوقوف من جديد , فعادة المللوك اللذين يثقون بشعوبهم ويقدرون صبر الناس ويدركون طبيعة ولاء وانتماء ابناء شعوبهم لا يمكن ان يغيب التفاؤل المستقبلي عن وجدانهم وطبيعة تفكيرهم على اعتبار ان ارادة الشعب هي التي ستفوز في نهاية المطاف .
صورة جديدة سيرسمها الملك لطبيعة دور النواب وسلطتهم بتشكيل الحكومات ورقابتها وتمثيل الشعب تمثيلا حقيقيا بعيداعن اساليب البيع والشراء والاساءة لكرامة الناخب وارادته وتوجيه رسالة لكل مواطن ان الاصلاح يبدأمن صوت المواطن في حسن اختياره لمن يسمعه ويمثله ويخدمه بعيدا عن مظاهر استغلال حاجة الناس وفقرهم . وهذا يحتاج الى قانون انتخابات نزيه وشامل وعصري يضمن وصول من نضمن حبهم لوطنهم وابنائه . مجلس يدرك معنى بناء الوطن وتشكيل الحكومات وبناء المعارضة وابراز الاكفاء القادرين المنتمين لا اصحاب الصحبة والشلة والجيران والمنافع .
نريد انطلاقة اصلاحية جديدة ,لا تمثيليات تحافظ على هذا التردي وتصدأ من اول منعطف ذو علاقة بالخلاص والنهوض ,المسالة مشتركة لا يستطيع احد ان يخفض كتفه ليعلن براءته .