الاردن وفلسطين مصيرٌ واحد لا مصيرين
د. ماجد الشامي
04-11-2019 12:53 AM
خلقَ الله السمواتِ والارض وجعلَ عليها بشر، بدأً من آدم وحواء، ليتعايشوا مع بعض ويتزاوجوا ويتكاثروا سعياً لإمتداد البشرية. ولكي يتمكنوا من التميز بين الخير والشر، ويسلكوا طريقَ النور أو طريقَ الحق، جعلَ من بينهم انبياء ورسل ليرشدوهم ألى برِ الامان. وكلما انحرفوا عن الطريق المستقيم كان لابينا السماوي ان ارسلَ الينا برسلٍ وانبياء ليساعدونا في الارتداد والعودة الى برِ الامان، وذلك لندخل الجنة ولا ننحشر في جهنم مع الشياطين والخطئة .
وكلَّ ما ارادهُ الله من خير لنا، قد تُمِم عبر رسائل سماوية ثلاثة، اليهودية والمسيحية والاسلام. وإن كانت ثلاث ديانات ذات مسميات مختلفة ولكنها كلها كانت تحث الأُممين على التسامح والمحبة والسلام وحسنِ الجوار والحوار.
ولعل الاهم في موضوع الديانات السماوية الثلاثة لابينا السماوي انها خرجت كلها من فلسطين والاردن. وبهذا تكون الاردن وفلسطين بقعة من الكرة الارضية التي اختارها الله لتكونَ محط بركاته. سُكانها شعبٌ واحد لا شعبين يربطهم ببعض نهر الاردن المقدس. وعلى ترابهم مشى أنبياء الله وكذلك المسيح عليه السلام، وأُسري بالنبي محمد، ومن هواء هاتين البقعتين من الارض تنفسوا ومن خيرتها اكلوا. ولهذا السبب فلا يوجد انسان على وجه الكرة الارضية لم يسمع عن الاردن وفلسطين ودورهم الديني أو موقعهم الجغرافي أو الثقافي أو الحضاري، وهم مذكورين في أكثر من موقع في كتب الله.
الأردن وفلسطين هم الأكثر قداسة، وخير إثبات على ذلك أن إرث الله في الارض تُرِكَ أمانه عندهم متمثلاً بكنيسة المهد وكنيسة القيامة والمسجد الأقصى وقبة الصخرة ونهر الاردن وجبل نيبو والكثير من الأماكن المقدسة الأخرى التي لا تُعد ولا تحصى. وبهذا فإن شعب الأردن وفلسطين وبِحكم الدِماء الطاهرة التي تَمشي في عروقهم، كونهم سلالة اجداد زمن المرسلين والقديسين المباركين من الله، يكونوا قد وقع عليهم أُلاختيار الإلهي ليكونوا ورثة رسائله السماوية في نشر التسامح والمحبة والسلام إلى كل بقاع الدنيا.
وهم من صدق الوعد وكانوا خير مبشرين بالله وبرساءله السماوية من محبة وتسامح. هم من أهدوا العالم إلى النور وأخرجوهم من الظلمات. فنحن شعب الاردن وفلسطين لدينا آمانةٌ سماوية، وواجب بأن نبداء من جديد في ما اراد الله لنا. ان نكون رسل محبة ليَعُم السلام في العالم.
العالم الذي يمر في اسواء فوضى عارمة من صراع حضارات وفساد وحروب ومجاعات وتلوثات وطغاة من الطبقة السياسية لا سابقة لها. حتى وصل الحال في العالم بأن فئة قليلة من عبدة المال، لا تتجاوز 5% تتحكم بكل خيرات ونعم الله، على حساب ٩٥ % من سكان الكرة الارضية الذين يعيشون في اسواء أوضاع اقتصادية حرجة، إلى درجة أن مديونية كل فرد على وجه الكرة الارضية، حسب تقارير عالمية، وصلت إلى 86ألف دولار.
وهذا يعني أن أصحاب السلطة والمال يستعبدون الفقراء ومساكين الحال. وكي يعودَ العالم الى التوازن الطبقي السليم وتعود الطبقة الوسطى الى حيّز الوجود، فلا بد من مواجهة شيطان الكرة الارضية، الصهيوني المعتدي، الذي لطالما سرحوا فسادا في كل المعمورة.
ولهذا فلا بد لجند الله من شعب الاردن وفلسطين البدء في العمل الجاد لإزالة عقبة الكيان الصهيوني المتشيطن من أمامه وذلك بطردهم من الاراضي المقدسة، لكي يتمكنوا من إكمال نشر الأمانة الارثية التي تركها الله عندهم ليباشروا في نشر المحبة والسلام في العالم. خلاف ذلك لن ننال بركات الله كما نالوها اجددادنا طالما تركنا أعداء الله في الأرض يدنسون أرثه المقدس. يا شعب الأردن وفلسطين، لقد حان الوقت لتحرير الاراضي المقدسة من الغاصب.
هذه اراضيكم، هذه ارثكم عبر الأزمنة. ولطالما دافعوا عنها أجدادنا عبر التاريخ. ولقد حان الوقت لتعيدوا إليها النور الذي غاب عنها قرابة السبعون عاما. إن اجتهدتم فالنصر قادم لكم من عند الله، ولما لا يكون النصر حليفكم كما كان في كثيرٍ من الأحيان، وانتم الذين لم تنحنوا إلى لله وحده، السجود لإسمه.