تستطيع الحكومة أن تتغزل بتقرير مركز الدراسات الإستراتيجية وتقول إن التقرير أكد على قدرة الحكومة على تحقيق الكثير . وتستطيع الحكومة أن تستفيد من رأي بعض من يتحدثون في القنوات أو المؤتمرات أو الندوات مؤكدين على أن الوطن بخير وأن الناقدين واهمون أو محبطون أو يكذبون أو يحملون انطباعات غير صحيحة !! .
ويمكن أن يتحدث الناطق باسم الحكومة أو وزير من وزرائها عن انفتاح الحكومة وأنها أقامت منصة وأنها قد شغلت ثلاثين ألف مواطن .
من حيث المبدأ ليس لنا معشر الذين ينقدون الحكومة ثأر شخصي مع الرئيس ولا زملائه ، بل نتمنى أن يفعلوا الخير للبلد . لكن الناس فقدت الثقة بالحكومة الحالية التي جاءت بعد إسقاط الحكومة السابقة حيث كانوا يمنون أنفسهم بأن تكون حكومة شعبية لا تنهش جيوبهم ولا تتذاكى عليهم ولا تزيد مديونيتهم ولا تمارس الشللية في تعينات الوظائف العليا ، ولا تخضع لضغط متنفذين ، ولا تقبل تسليم صلاحياتها الدستورية لأحد كائنا" من كان .
لم يجد الناس ضالتهم في الحكومة ولمسوا ضعفها وخورها في إضراب المعلمين الذي أسفر عن دفع الحكومة لهم وهي صاغرة وذليلة فانهزمت أمام نقابة فكيف لو تعرض الوطن لضغوط خارجية دولية ؟! لم تجر الحكومة جراحة في البطالة التي تنبع من الجامعات وكان عليها أن أن تعيد النظر في التعليم المدرسي والجامعي.
لم تفعل الحكومة شيئا" لمواجهة المديونية بل لحقت الحكومات السابقة في زيادة الطين بلة ووصلت المديونية الى اثنين وأربعين مليارا" !!
يقول محامو الحكومة إن البلد بخير فعن أي خير يتحدثون ؟! نعم المطار لم يتم بيعه ولكن هناك مبيعات كثيرة منها أرض القيادة وأرض معسكرات الزرقاء وتغلف الأمر بالفساد حيث تم سجن من كان عراب البيع !! اشترت شركة أبو ظبي في العقبة وأخذت مساحة بتراب المال وعلى الشط ، وقد كنتُ أيام حكومة البخيت في لجنة لتدقيق الأمور المشبوهة برئاسة الذوات : طاهر حكمت وميشيل مارتو وطارق الحموري " وزير الصناعة الحالي " وآخرين محترمين ورفعنا تقريرنا لدولة الرئيس البخيت مؤكدين بالاجماع على الفساد في الصفقة ( ولكن لم يتغير شيء !!) . هل الفوسفات لم يحصل فيها شيء بينما هناك حكم قضائي ناجز ؟ هل الوضع البيئي ونظافة البلد بخير ؟ هل وضع المجتمع والشباب والطلاق والانتحار يعجب الحكومة ؟ هل تآكل الرواتب أمر لا يقلق الحكومة ؟ .
نعم لا ننظر للنصف الفارغ ولكن الأمر أكبر من أن تتجاهله الحكومة أو أن تغطيه بغربال أو تظن أن قيام محاميها بتقديم صورة وردية يمكن أن يخدع الناس فهي محاولات يائسة وفاشلة لا محالة لأن المسألة تتطلب أرقاما" صماء لا تجامل أحدا" كالمديونية ونسبة البطالة على سبيل المثال .
ما نقوله هو الحقيقة وما يقوله محامو الحكومة هو خداع للنفس لا يؤثر في الشارع الشعبي قيد أنملة .