إنطلاق مؤتمر المسؤولية المجتمعية من "عمان العربية والقدس المفتوحة"
03-11-2019 03:55 PM
عمون– أكد المتحدثون في المؤتمر الدولي الثاني المحكم (المسؤولية المجتمعة للجامعات.. التزام وتشريعات)،الذي افتتح اليوم الاحد في جامعة عمان العربية إن المسؤولية المجتمعية تمثل ممارسة المواطنة الحقيقية والتي تتقاطع مع المسؤولية القومية وتتجلى في خدمة واقع البحث العلمي، بحضور أمين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عاهد الوهادنة، والأمين العام المساعد لإتحاد الجامعات العربية الدكتور عبد الرحيم الحنيطي، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق الدكتور عصام زعبلاوي، وعدد من رؤساء الجامعات الأردنية.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الفلسطيني الاستاذ الدكتور محمود أبو مويس إن المسؤولية المجتمعية تمثل شراكة بين قطاعات المجتمع ومؤسساته المختلفة لتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدا ان الجامعات تتحمل مسؤولية اجتماعية كبيرة في التحول إلى برامج تولد المعرفة والتقييمات لخدمة المجتمع.
وأضاف انه حان الوقت من الانتقال بالجامعات من الجامعات التقليدية، إلى الابتكارية الابداعية التي تستطيع أن تواكب الثورة الصناعية الرابعة ، كما آن الوقت لمواءمة مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، مشددا على أن المسؤولية المجتمعية لا تصنع ولكن تنبع من الذات.
من جانبه، قال الأمين العام المساعد لاتحاد الجامعات العربية الاستاذالدكتور خميسي حميدي إن "الجامعات مطالبة أن تختلط بمجتمعها، وان تواجه مشاكل مجتمعها والمساهمة في تنميته، مشددا على ضرورة وجود استراتيجية في التغيير الجذري لأساليب التعليم والابتعاد عن التلقين ، وقال :"ولى هذا العهد ، فالعصر الحالي المنافسة عالية وأن نرتفع بمستوى المردود والمخرجات ، فهناك ثورة حقيقية يجب أن تقوم بها الجامعات والتحول من التعليم إلى التعلم، وإلغاء الجدران بين الجامعة ومحيطها الاجتماعي والبيئي".
بدوره قال رئيس جامعة عمان العربية الاستاذ الدكتور ماهر سليم إن "مفهوم المسؤولية المجتمعية أعمق وأشمل من كونه القيام بأعمال تطوعية أو مساعدة الآخرين أو التبرع بالمال للجمعيات أو الأفراد بل هو منهج وسلوك ينتهجه الفرد أو المؤسسة في سبيل القيام بواجباته تجاه نفسه وتجاه المجتمع الذي ينتمي إليه بكل مكوناته، فهو ببساطة ممارسة المواطنة الحقة"
وأضاف أن المسؤولية المجتمعية كمفهوم يتقاطع مع مفاهيم أخرى أكثر شمولية وعلى رأسها تقاطعها مع المسؤولية الوطنية والتي أكثر ما تتجلى في الواقع الفلسطيني وصمودهم في الشدائد بل حتى التعليم الشعبي الذي نادوا به للانتصار على إغلاق المؤسسات التعليمية ومنها الجامعات.
وبين :"مخطئ من يعتقد أن هذا المفهوم محدود المكان والزمان بل يتقاطع بكبرياء مع المسؤولية القومية ومن أبرزها الموقف التاريخي المشرف للعائلة الهاشمية وعلى رأسهم جلالة الملك عبد الله الثاني –حفظه الله- ومواقفه من القدس الشريف وما تحويه من ثوابت وطنية.وإذا ما أحسن معنى المفهوم لوجدنا أنفسنا أيضاً أمام جهود إنسانية تأبى الخنوع والإهانة بل تعزز المقدرات لأنسنة الإنسان وإعلاء شأنه."
وعبر الاستاذ الدكتور ماهر سليم عن مدى اعتزاز الاردن قيادة وشعبا بصمود أهلنا في فلسطين أمام الغطرسة الصهيونية التي تحاول تهجيرهم وسلب أرضهم كاملة والاعتداء على المقدسات ومحاولة تهويدها والإصرار على جعل القدس عاصمة لدولة إسرائيل.
وقال إن الأردن بقيادته الهاشمية المظفرة ممثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني لم يتخلّ عن نصرتهم والوقوف إلى جانبهم، فظل صوته ، وما زال مدوّياً في كل المحافل وفي أصقاع الدنيا ينادي بالحق الفلسطيني وأن تبقى القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات المجتمع الدولي، وكل ذلك انطلاقاً من مسؤولية جلالته الدينية والتاريخية والوصاية الهاشمية على المقدسات، مؤكدا أن الاردن بقيادته الهاشمية يواصل مسيرته في الدفاع عنها والقيام بإعمارها وصيانتها لتبقى منابر دينية شامخة في التاريخ وعنواناً للحضارة الإنسانية.
ونقل رئيس جامعة القدس المفتوحة الاستاذ الدكتور يونس عمرو تحياته للأردن الشقيق ملكاً وحكومة وشعباً، قائلاً: "أنتم الأهل الأحباء، ونأمل أن يكون هذا المؤتمر استمرار للتعاون البحثي والعلمي بين الجامعات الفلسطينية والجامعات الأردنية، وبخاصة جامعة عمان العربية".
وأكد أهمية الموضوع الذي يتناوله المؤتمر الدولي الثاني المحكم "المسؤولية المجتمعة للجامعات.. التزام وتشريعات"، معرباً عن أمله بأن "يخرج بتوصيات عملية قابلة للتنفيذ توضع أمام المسؤولين في وطننا العربي وفي محيطنا بأكمله".
وقال إن "جامعة القدس المفتوحة أسهمت بتطوير منحى المسؤولية المجتمعية للجامعات من خلال دليلها الأول سنة 2010، ومن خلال المقرر الدراسي الذي أدرج بالخطة الدراسية للجامعة، وما سبقه من عقد مؤتمر للمسؤولية المجتمعية للجامعات الفلسطينية سنة 2011، وما تبعه من عقد للمؤتمر العربي الأول للمسؤولية المجتمعية للجامعات العربية بالشراكة مع جامعة الزرقاء سنة 2017".
من جانبه، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، مدير فرع جامعة القدس المفتوحة في نابلس ، مستشار رئيس الجامعة لشؤون التعاون الأكاديمي العربي الأستاذ الدكتور يوسف ذياب عواد: "يأتي انعقاد هذا المؤتمر برعاية كريمة من اتحاد الجامعات العربية، وبشراكة واهتمام ما بين جامعة القدس المفتوحة وجامعة عمان العربية التي وفرت السبل كافة لإنجاح هذا المؤتمر".
وأضاف الاستاذ الدكتور عواد: "بلغ عدد ملخصات الأبحاث المقدمة للمؤتمر (60) ملخصاً، قبل منها (52) ملخصاً، وفق معايير اتسمت بالشفافية والموضوعية، وقد تسلمت اللجنة العلمية (43) بحثاً كاملاً، قبل منها بعد تحكيمها خمسة وثلاثون بحثاً وورقة علمية، وهي التي تضمنها برنامج المؤتمر، وستعرض في خمس جلسات نظمت وفق أهداف المؤتمر ومحاوره، ويقدّم فيها الباحثون خبراتهم العملية والعلمية
ويشارك في هذا المؤتمرِ باحثون من الأردن وفلسطين والكويت والسعودية وليبيا والجزائر ومصر وقطر، إلى جانب مهتمين آخرين من الإمارات العربية المتحدة.
وتضمن المؤتمر في يومه الاول جلستين بعنوان: (واقع ممارسة الجامعات لمسؤوليتها المجتمعية)، نوقشت خلالها أوراق حول دور العمداء في تفعيل الشراكة المجتمعي، ومستوى الاحتراق الوظيفي وعلاقته بالمسؤولية المجتمعية لدى أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الخاصة في الأردن، وحوكمة ممارسات المسؤولية المجتمعية في ضوء المقاصد الشرعية، ودرجة ممارسة القيادة التحويلية لدى أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأردنية ودورها في تعزيز المسؤولية المجتمعية من وجهة نظر طلبة الدراسات العليا. و دراسة تقييمية عن دور الجامعات الفلسطينية في محاربة الفساد.
وفي الجلسة الثانية التي عقدت تحت عنوان (واقع ممارسة الجامعات لمسؤوليتها المجتمعية وتشريعاتها)، نوقشت خلالها أوراق في مساهمة مؤسسات التعليم العالي في التنمية المستدامة من خلال المسؤولية المجتمعية، وأهمية المسؤولية المجتمعية للجامعة ودورها في خدمة المجتمع الجزائري، والشفافية الإدارية وتأثيرها على سلوك وكفاءة العاملين في الجامعات الفلسطينية، ودراسة تطبيقية من جامعة مدينة السادات عن دور التحول الرقمي في تعزيز المسؤولية المجتمعية للجامعات المصرية، وواقع ممارسة الجامعات لمسؤوليتها المجتمعية من وجهة نظر مدرسي علم الاجتماع والخدمة المجتمعية في الجامعات الفلسطينية، والعيادة القانونية خطوة فعالة نحو تعزيز المسؤولية المجتمعية للجامعات.