العاصمة السعودية تحتضن قمة العشرين
السفير الدكتور موفق العجلوني
02-11-2019 11:30 AM
يأتي انعقاد موءتمر الاقتصاد الدبلوماسي لمجموعة العشرين في مدينة الرياض بتاريخً ٣٠/١٠/٢٠١٩ ، كدليل أكيد على أهمية الدور السعودي ليس فقط على مستوى المنطقة و لكن على مستوى العالم و الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية بين الشرق و الغرب حيث تمثل جسراً ً لهذا العالم المترامي الأطراف و خاصة في مستقبل الاقتصاد الدبلوماسي و مستقبل الاقتصاد العالمي و الطاقة و الطاقة المتجدة ، علاوة على ان المملكة مهبط الوحي حيث يهوي الناس الى المملكة من كل فج عميق ... لماذا : ليشهدوا منافع لهم دينية و دنيوية ، و تاني القمة الاقتصادية ضمن هذا المفهوم من خلال هذا الدور و هذا الحضور السعودي في مجموعة العشرين .
حيث نتطلع الى ترأس المملكة قمة مجموعة العشرين في العام القادم ، و هذا مصدر فخر و اعتزاز ليس فقط للمملكة العربية السعودية و إنما للدول العربية كافة و العالم الاسلامي .
ان انعقاد هذا الموءتمر الان في المملكة العربية السعودية و في الوضع الراهن الذي تمر به المنطقة فهو دليل أكيد على أهمية المملكة ليس فقط في الجانب الجيوسياسي و لكن في الجوانب الاخرى و على رأسها الجانب الاقتصادي . و عندما نرى وجود أربعة روءساء وزارات سابقين لدول تشكل بعدا استراتيجيا في الأمن الاقتصادي في هذا العالم ، يكون الفضل للمملكة العربية السعودية في احتضان قمة مجموعة العشرين و التاكيد على مركزية المملكة العربية السعودية في الأمن الاقتصادي في هذا العالم اضافة الى محاولة المملكة إيجاد صيغة وسطية للتعاون و التفاهم بين الشرق و الغرب .
يأتي هذا الموءتمر كمرحلة تحضيرية لقمة مجموعة العشرين المزمع انعقاده العام القادم في مدينة الرياض . حيث أشار معالي وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف أن المملكة العربية السعودية لا تزال تعد لقمة قادة مجموعة العشرين التي سترأسها في العام القادم حيث جرى عقد العديد من الاجتماعات على مستوى عالٍ برئاسة صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، رئيس مجلس صندوق الاستثمارات العامة.
ان مشاركة كل من رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ديفيد كاميرون، ورئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسوا فيلون، ورئيس وزراء إيطاليا الأسبق ماتيو رينزي، ورئيس وزراء أستراليا الأسبق كيفن رود ، هو تاكيد على الأهمية الكبرى التي توليها هذه الدول الى المملكة العربية السعودية ، حيث تدرك الدور السعودي في معالجة القضايا العالقة والمتعلقة بالاقتصاد الكلي والتعامل مع الأمور المتعلقة بالرقابة المالية والإصلاحات الهيكلية، حيث، سيكون لكل رىاسة لمجموعة العشرين فيها مجالات معينة بالنسبة للدولة المستضيفة. و سوف يكون للمملكة العربية السعودية كونها ترأس هذه القمة دوراً له خصوصيته في مجموعة العشرين بوصفها دولاً متقدمة ولديها قضايا مشتركة مع الدول النامية، وبالتالي تؤدي المملكة دورًا يجسر الهوة بين هذين الدورين.
بنفس الوقت ستعطي المملكة اهتماماً خاصاً من خلال رئاستها للقمة بالنسبة لقضايا الدول النامية وكيفية مساعدتها والوفاء بأهداف الألفية التنموية التي ينبغي الوصول لها في رؤية المملكة 2030 لتسريع عملية تحقيق هذه الأهداف .
وًمن المتوقع ان تنال القضايا البيئية مكانة بارزة في القمة، إلى جانب ما يتعلق بالاستدامة والتعامل مع التغير المناخي ، حيث تعاملت المملكة مع ذلك من خلال تخزين الكربون والعمل مع وضع آلية إلزامية تكون صديقة للبيئة، وكذلك العمل على تخزين الغاز، خاصة أن المملكة من أفضل الدول في ذلك إذا لم تكن من الدول الأولى في تخزين الغاز المنبعث مع استخراج النفط بسبب الضخ الواسع النفط . و كذلك كيفية التعامل مع القضايا المناخية والبيئية.
بنفس الوقت لم تتجاهل المملكة الموارد المتجددة وتطويرها، بل هي أكبر دولة في المنطقة تستثمر فيها خاصةً في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث تنتج المياه المحلاة باستخدام الطاقة الشمسية .
و كما هو معلوم هنالك تباطىء في نمو الاقتصاد العالمي لذلك ستعمل المملكة من خلال مجموعة العشرين على اعادة الاقتصاد العالمي إلى النمو وكذلك التعامل مع قضية الفقر في العالم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
تدرك المملكة العربية السعودبة ان العلاقة بين أوروبا والولايات المتحدة هي الركيزة لكل المبادرات المقبلة"، و بالتالي تتطلع المملكة أن تتوصل كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين إلى توقيع اتفاقية تجارية قبل انعقاد مجموعة العشرين المقبلة في الرياض ، بحيث تكون القمةً فرصة مناسبة لجميع الدول الأعضاء لمناقشة أبرز قضاياها، واتخاذ قرارات بشأنها. ، و بالتالي تكون المملكة العربية السعودية و من خلال رىاستها لهذه القمة الهامة قد حققت الأهداف التي رسمتها ، و بعثت برسالة الى العالم ان المملكة العربية السعودية لن تدخر جهداً في المساهمة في التنمية المستدامة في هذا العالم و في تعزيز الأمن الاقتصادي و تعزيز مستقبل الاقتصاد الدبلوماسي .
و من الجدير بالذكر ان قمة قادة مجموعةً العشرين التي ستعقد في الرياض العامً القادم ٢٠٢٠ G20 Riyadh Summit هي الاجتماع الخامس عشر لمجموعة العشرين G20 , و تتميز هذه القمة بأنها الاولى التي تستضيفها المملكة العربية السعودية ، و ثاني قمة تستضيفها منطقة الشرق الأوسط .