يبقى العلم سيّدَ الفضائل والنَّعم التي خصّ بها تعالى أنبياءه – عليهم السلام- ومَنَّ عليهم بها: {ولقد آتينا داود وسليمان عِلما، وقالا: الحمد لله الذي فضّلنا على كثير من عِباده المؤمنين} ] النمل 15[ ، وبقي العلم فضيلة حمد الأنبياءُ اللهَ عليها، وكانت ضالتَهم فنشدوها عند كلّ ذي علم ليكون قدوتهم، وليهتدوا به إلى سبيل الرشد، {قال له موسى: هل أتَّبِعُكَ على أن تُعَلَّمنِ مما عُلِّمتَ رُشْدا} ]الكهف 66[.
ولأن العلماء ورثة الأنبياء، ولأن الشعب الأردني يرى أن الاستثمار الأمثل لطاقاته البشرية يكون في التعليم، ولأن الجامعات تحرص على معايير الجودة والتميّز؛ فإنه لا بدّ من وِقفة عند الجامعة التي نريد، الجامعة القدوة.
فما المقصود بالجامعة القدوة ؟
إنها الجامعة التي تصنع النموذج العملي الواقعي لغيرها من المؤسسات ليتبعوا نهجها الموضوعي فى الوصول إلى رؤيتها، وتحقيق أهدافها المتناغمة مع الرؤية الإصلاحية في الأوراق النقاشية الملكية، وذلك من خلال ثلاثة مرتكزات.
أولها- النزاهة:
الإدارية: وذلك بطلب الشراكة الفعلية لديوان النزاهة ومكافحة الفساد في جهاز الرقابة الداخلية بالجامعة.
المالية: بأن تلتزم الجامعة القدوة بتدقيق جميع معاملاتها المالية مسبقنا من قبل مندوبي ديوان المحاسبة،
والمشهود له بمهنيتة وتعاونه .
وبضبط الإنفاق: من خلال التدقيق في ازدواجية الامتيازات .
وبزيادة الانفاق: في الجانب الرأسمالي التنموي والبحثي الإنتاجي .
ثانيها- التكامل مع القطاع الخاص: وذلك بالمبادرة في التعامل مع القطاع الخاص بتكاملية.
وثالثها- قبول الآخر: ويكون بإشراك الأطراف المعنية من أعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب والمجتمع المحلي في صنع القرار.
فالجامعة القدوة تستوعب الرأي الأخر، وتصحح المسيرة، وتتابعها حسب جداول عمل زمنية، ومؤشرات أداء وتغذية راجعة دورية؛ فمن خلال ذلك كله ستكون الجامعة مثالا يحتذى في الإصلاح المالي والإداري العملي لمؤسسات أخرى، وهذا هو المطلوب .
وكما قال جلالته في الورقة النقاشية السابعة: "نطمح أيضا لأن يكون للأردن تجربة تغري بنجاحها الآخرين، فيكون هو قائد مسيرة تحديث التعليم في العالم العربي، ورائد التحوّل..."
نعم، نريد أن نكون روّاد التحوّل لتهتدي بنا الجامعات الأخرى فنكون مِمَّن عُلِّموا رُشْدا.
الرأي