استغرقت بعض الوقت كي أفهم السبب الذي يدفع بعض الأصدقاء للإشارة تكرارا إلى ما أسموه "الواقع الافتراضي"، وكنت أشعر دوما أنها محاولة يائسة من طرفهم للهروب من واقع حياتهم اليومية المر.
لكن هذا الواقع الافتراضي أخذ يكتسب مزيدا من الاهتمام والزخم في عالم مضطرب. فتنامى أتباع هذا الواقع وانتشرت تلك الظاهرة حتى وصلت إلى المقابلات التلفزيونية في المحطات الفضائية الدولية، إضافة إلى ظهور العاب الكترونية مغرقة في هذا النمط.
استذكرت مقولة جدتي لي في يوم أصابني فيه اليأس والإحباط "إذا لم تتمكني من تصحيح الأمور فادخلي عالم الخيال وتصوري تلك الأمور وهي بحالة أفضل."
اليوم استوعبت الحكمة الكامنة وراء مقولة جدتي. وبعد برهة من التأمل والتفكير، قررت أن اقفز إلى داخل الواقع الافتراضي، فكانت النتيجة مدهشة. وجدت نفسي فجأة في مشهد يسوده الهدوء والطمأنينة والمحبة والوئام، ليس هناك في عالمي الافتراضي أحكام جائرة، لا حسد ولا غيرة، لا تآمر ولا طعن في الظهر، لا قدح ولا ذم، لا فساد ولا سرقة أموال، ولا اعتداء على قوت الشعب، لا عنف ولا ضرب، لا انقسامات ولا حروب. في عالمي هذا تسود الطيبة والمحبة بين الناس، والثقة بين المواطن والمسؤول، نظافة الأخلاق واليد هما السمة السائدة. يتصف الكل بالوفاء والانتماء لأرض خضراء تزهر فيها الورود طيلة العام، تنساب فيها الينابيع والأنهار تسقي الزرع وتروي الظمأ.
الجميع متحد ومتجانس يعمل يدا بيد مع قيادته لمستقبل افضل.
وجدت في عالمي الافتراضي هذا الذي اكتشفته حديثا واقعا بعيدا كل البعد عن الواقع الحالي.
www.randahabib.blogspot.com