لبنان تاريخ من الوفاء والمحبة في قلب الاردنيين
د.بكر خازر المجالي
30-10-2019 10:04 AM
لا احد الا ويلتقي على محبة لبنان الارض والهواء والأرز والشعب والثلج والبحر ..
لبنان الاسم الكنعاني الابيض النقي ،
لبنان كما يقول الشاعر ايليا ابو ماضي :
إثنان أعيا الدهر أن يبليهما لبنان والأمل الذي لذويه
نشتاقه والصيف فوق هضابه ونحبه والثلج في واديه .
لبنان بيت الفكر ودار النهضة الاولى ،ونجمة الشرق الساطعة ،فقد كانت بداية فكر النهضة العربية على يد مفكري لبنان بدءا من ناصيف اليازجي واسكندر عمون والياس عازوري وما كتبه جورج انطونيوس عن ثورة العرب في كتابه اليقظة العربية ، وايضا اسعد داغر وغيرهم .
لبنان نتطلع اليها اليوم ونراقب ما يجري على ارضها وندعو الله ان تبقى لبنان بلد الشمس والبسمة والمحبة ، وندعو مع ترديد جبران خليل جبران وهو يقول :
فلم نكن إلا كراماً ظُلموا فاستنصفوا ولم نطش فنردى
إنّي أحس في الصدور حرجاً يقيمها وفي الزفير صهدا
إيّاكم الفتنة فهي لو فشت في أجمات الأسد تُفني الأسدا
أما رأيتم صدأ السيف وقد غال الفرند ثمّ نال الغمدا
فلا تفرقوا ولا تنازعوا أعداؤنا شوس وليسوا رمدا
لبنان ارض التاريخ ومجد الدار والديار وبصوت الكبار ترنيمة حب ووفاء ورجولة جبلية وبسحر الوادي ونسيم البحر ،بعذب لحن الرحبانيان وشدو فيروز وعنفوان وديع الصافي ورقة سميرة توقيق التي غنت فدوى لعيونك يا اردن وغنت صباح ،ولا زال صوت فيروز "اردن ارض العزم اغنية الضبا "يطرب الاسماع وينتشي القلب ويزهو باللحن القوي بمثل القصة الكبيرة التي تغنت بنصر الجيش العربي الاردني في معركة الكرامة الخالدة .
لبنان في كل قلب كل اردني ، واسم لبنان يبعث على التفاؤل وراحة النفس ، والسلام والمحبة ، والاردنيون هم من اكثر زوار لبنان عددا وهذا ما دفع الحكومة اللبنانية الى الغاء التأشيرات للمواطنين الاردنيين ،
ولكن حين نقف عند تاريخ الاردن ولبنان معا ، ربما نعود الى السبعينات حين اهدى الاردن لبنان مجموعة من مدرعات (صلاح الدين ) لتعزيز قدرات الجيش اللبناني ، وولكن وحين تعرض لبنان لعدوان غاشم عام 2006 وقف الاردن مع لبنان وارسل مستشفى عسكريا متكاملا لخدمة الشعب اللبناني ، وكذلك ارسل الاردن قوات هندسة عسكرية لتركيب جسور مكان ما تعرض للتدمير لادامة حركة الاليات والناس اضافة لاصلاح مدرجات المطار ، ولا ننسى ان الاردن قام بتزويد لبنان بمادة البنزين بعد شح هذه المادة في لبنان ، وسيرت الهيئة الخيرية الهاشمية الاردنية قوافل اغاثة وادوية ،عدا عن وضع خبرات الدفاع المدني الاردني في تصرف لبنان .
وفي زيارة لوزير الداخلية اللبناني ( نهاد المشنوق ) عام 2015 وفي لقائه مع جلالة الملك عبدالله الثاني وضع جلالته كل المقدرات الاردنية في خدمة لبنان ، وان جميع مخازن الاسلحة الاردنية مفتوحة امام لبنان ، وقدم الاردن في تلك الفترة عامي (2015 ،2016 ) عددا من اليات الاسناد والقتال للجيش اللبناني ،مع استمرار التدريب لاعداد من الجيش اللبناي في معاهد جيشنا العربي الاردني .
لبنان لجماله ونقائه دين في اعناقنا .. ونردد مع الشعر اللبناني لجبران وهو يقول :
أنّه علمكم أن تعشقوا لم يكن لبنان في العشق بخيلا
أنه علمكم ان تقرأوا هل تقولون له : "شكرا جزيلا"
آه يا عشاق بيروت القدامى هل وجدتم بعد بيروت البديلا
إنّ بيروت هي الانثى التي تمنح الخصب، وتعطي الفعولا
أئن يمت لبنان متم معه كلّ من يقتله كان قتيلا
كل ما يطلبه لبنان منكم أن تحبوه تحبوه قليلا
ونقول للبنان الشعب الطيب ستبقون اهل الصمود والمحبة ونتعلم منكم محبة الوطن ومعنى الوفاء الاصيل ، وسيبقى الاردن معكم بقيادنه وجيشه وشعبه ، وحمى الله لبنان العربي الاصيل .