تكبيل الصواب وامتهان الحمق
د. نضال القطامين
29-10-2019 09:09 PM
لا يمكن أن يكون العناد والتمسك بالرأي وتجاهل وضوح الحقيقة، سوى سمة من سمات الترهّل والعقم الإداري المبين.
ترتبك بعض الإدارات المحلية المنتخبة في هذي البلاد وتغرق في ارتفاع شبر من الماء.
يمعن بعض أولئك الذي يتصدون لخدمة الناس وللنهوض بخطط تطوير المدن والقرى، في التخلي عن المنطق وعن الرؤية الحصيفة، ويتسلحوا بالاستعلاء والمغالبة والإستقواء.
لدينا أزمة بيّنة في إدارة الأزمة وفي توجيهها نحو بوابات الخروج. نخفق في ذلك حين نصر على تكميم الرؤية بقماش الاستقواء، إنها الخيبة والقنوط.
مؤسف أن يرتهن العقل الإداري للإخفاق. ذاك استنزاف للتدابير الإدارية الصائبة وتراجع لقيم العمل الخدمي المحترف.
يتوسّم الناس، في كل البلاد التي أنعم الله عليها بالحكمة والمنطق، بإداراتها المحلية ان تغلّف قراراتها بمصلحة الناس وبقاعدة الفقه الذهبية، أن درء المفاسد أولى من جلب المنافع.
في كل البلاد التي يعتري بعض مسؤوليها سقمٌ في الفهم وفي الاداء، ورؤية مجزوءة، تجد قضايا لا تعالج لا بالمنطق ولا بالحكمة.
أعرف قضية في بلاد ما، هي نموذج صارخ لفشل القرارات المتخذة تحت نسمات التكييف لا في شمس الميدان الساطعة. تلك قضية فنية، لا تحمل انتهاكا لحق أحد، بينما تحمل تداعيات تنفيذها تشكيل واقع أقل ما يقال عنه جريمة في حق الناس. قضية فنية واضحة، لا مجال لتأويلها ولا لتفسيرها ولا لتحميلها غير الذي تحمل.
عندما تقصر عين المسؤول عن إحاطة شاملة بموضوع ما، عندما تُقيّد يداه نظرة جزئية، عندما يرفض الإصغاء، عندما يحتكم لحروف جامدة في قرارات أكثر جمودا، عند ذاك، سيكون أقل فطنة وحذقا ونباهة، وسيكون عليه إعادة الخطوات لضبطها الأولي، وإجراء مراجعة تشمل تدبيرات نافذة البصيرة وتأخذ قرارا مستندا على نظرة شاملة تجمع بين كل الحلول واختيار أقلها كلفة في الوقت والضرر والمال.
عندما تتصدر العمل الخدمي، عليك أن تكون أكثر اطلاعا بالواجبات، وأكثر حصافة في القرارات، كيّساً فطيناً لبقاً نبهاً. دون ذلك لن تكون أكثر من شاهد على الترهل لا يملك من أمر إحداث فرق ولا قيمة مضافة، شيئا.
على الدوام، تتسبب الإجراءات العقيمة والروتين والمواظبة على البيروقراطية ولكأنها إرث تاريخي، ممزوجة بالتخلف الإداري، بالمزيد من الترهل الإداري. إنها نتاج غياب رؤية المسؤول أولاً، وتحصين قراراتٍ حمقاء بغياب التشريعات التي تضمن تقويم أثرها ومخرجاتها السلبية.
فرق كبير، لمن يريد ان يعرف الإختلاف والبوّن بين المدير والقائد. إنها معلومات متاحة بكبسة زر على أي متصفّح تريد.