تجاوباً مع النداء الذي وجهه قداسة البابا فرنسيس، وكذلك نداء بطاركة الشرق ورؤساء الكنائس المقيمون في لبنان، أقامت كنائس الأردن عدداً من الصلوات وقداديس الأحد وصلوات المسبحة الوردية من أجل السلام ومن أجل الطمأنينة ، في لبنان ، وطبعاً دون أن ننسى في هذه الأيام العراق الشقيق.
وقد أقامت عدد من المدارس أيضاً صلاة المسبحة الوردية ضمن مبادرة " مليون طفل يصلون المسبحة من أجل السلام" تجاوباً مع نداء مؤسسة عون الكنيسة المتألمة Church in need هذا فضلاً عن العديد من البيانات والتضامن الاعلامي أيضاً مع الشقيق لبنان.
لماذا يعتبر لبنان مهماً بالنسبة لشعوب المنطقة العربية؟
خرج لبنان من حرب أهلية وهنالك ذكريات أليمة لهذا البلد حيث الأخ قتل أخاه وكأنه قائين في وجه اخيه هابيل. ولكننا نؤمن أن الجيل الجديد الصاعد يريد أن ينسى ويمحو من ذاكرته ذكريات الحرب الأليمة والقتل والتهديد والانقسام الطائفي والعداء الحزبي، يريد أن يخلق لبناناً جديداً . ولن يأتي هذا ال" لبنان" الجديد الا بعيداً عن الطائفية وعن الانقسام.
نصغي لمداخلات الشباب عبر وسائل التواصل والاعلام، هنالك رغبة حقيقية في بناء هذا الوطن من جديد بعيداً عن تلك التقسيمات التي أتت كنتيجة للحرب الأهلية. ونحن، بدورنا، ننظر إلى لبنان كما قال البابا يوحنا بولس الثاني الذي زار هذا البلد الشقيق قبل 22 سنة "لبنان أكثر من وطن انه رسالة": رسالة التآخي، ورسالة المحبة ورسالة الابداع. الابداع الفني، الابداع الموسيقي وكذلك الابداع في كافة الميادين الانسانية.
كذلك ننظر إلى لبنان الذي احتضن عام 2012 توقيع الارشاد الرسولي على يد البابا بندكتس السادس عشر. وفي هذا الارشاد الخاص بالكنيسة في الشرق الأوسط قال البابا : "ان الشرق الأوسط بدون مسيحيين أو بعدد قليل منهم فقط ليس الشرق الأوسط". وكذلك قال انه آن أوان الانتقال من "مرحلة التسامح" Tolerance إلى مرحلة "المواطنة" والمساواة الكاملة ، والى مرحلة الحرية الدينية الكاملة لأنها هي "تاج الحريات" كلها.
نؤمن بأن لبنان قادر أن يخرج من هذا النفق الطويل ، لكنه يحتاج تضامناً دولياً و تضامناً روحياً، وعليه القيام بمحاربة حقيقية وجدية وصارمة للفساد بكافة أشكاله وألوانه، وعلى كل المستويات.
دمت سالماً يا لبنان.