التعليم العالي جسد بلا رأسأ.د. خليل الرفوع
29-10-2019 11:07 AM
هذا أقرب تشبيه ضمني وتصويري للتعليم العالي ، فهو جسد مكتمل البنية لكنه بلا رأس ، لقد رُكِّبَتْ عليه روؤس في أخرة من الزمان لكنها لم تنجح في قيادته ؛ لأنها طارئة على جسد كله رؤوس ،فهل يستطيع وزير التعليم العالي أن يقترب من حِمى أي جامعة خاصة أو شبه خاصة أو حكومية قد شاب قرناها ، ما الذي فعله وزراء التعليم العالي غير تعيين رؤساء الجامعات ومجالس الأمناء ورؤسائها ، حتى لقد قيل إن وزيرا عين بمرسوم شخصي إقليمي كلَّ أصدقائه في مجالس الأمناء بمن فيهم رئيس جامعته السابق الذي يؤتى به محمولا إلى اجتماعات إحدى الجامعات العريقة ، ثم يقال إن جامعاتنا في خطر ! إنه خطر الرأس حينما يركَّب على جسد يعاف رؤوسا حُشِيَتْ عنجهية وكِبْرا وشيبا مصبوغا فارغا، كم من الزمن يحتاج رؤساء الوزارات كي يؤمنوا بقيمة التعليم العالي ويبعدوا عنه حسابات بيادرهم التي أصابها القحط العلمي والفشل الإداري ، كم من العقلنة الفكرية يحتاجون كي يعينوا للتربية والتعليم والتعليم العالي رجالا علماء وإداريين حكماء ليخلعوا الأشجار المتعفنة من جذورها الطينية النتنة ، لقد مجَّت آذاننا الخطط الإصلاحية في التعليم العالي فلم نسمع جعجعة ولم نر طِحنا ، ولم يكن إلا مسكنات منتهية الصلاحية حتى إذا جاء شهاب دين كان أسوأ من أخيه قولا وفعلا وحالا ، وكأن وزارة التعليم العالي التي لا تتقن إلا أختام الشهادات ومعادلتها قد وهنت وبان من هزالها هيكلها العظمي الرميم ، فأضحت بناية يتيمة لطيمة وركنا هشًّا يُرْمى إليه كلُّ وزير هين لين ليس له من الأمر إلا ما يُمْلأ عليه بُكْرةً وعشيَّا. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة