مات البغدادي،واعلامنا في كوما
بثينة خريسات
29-10-2019 08:58 AM
انقشعت غيمة اخرى سوداء من سماء العالم بعد مقتل راس الافعى ابوبكر البغدادي كبير ارهابيي مايسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، بعد الاعلان عن مقتله او امكانية مقتله في ست مناسبات سابقة، حيث كان يظهر فيها بعد كل مرة يعلن فيها عن موته او جرحه، لكن هذه المرة كانت الاخيرة والحاسمة، وقد شابهت هذه القصة ذات قصص مقتل الزرقاوي وبن لادن واخرون ممن ارادت الحكومة الامريكية تصفيتهم، المهم ماعلينا ..
اثناء الاعلان عن مقتل هذا الارهابي في عملية عسكرية خاصة للجيش الامريكي في ادلب السورية،تحدث الرئيس الامريكي دونالد ترمب عن دور الدول والاطراف التي ساندت الولايات المتحدة في محاربة ارهاب داعش ومن ضمنها المملكة الاردنية الهاشمية، وقد اثنى الرجل وبكل صراحة ووضوح بدور المملكة وجيشها في محاربة ومكافحة الارهاب ، تذكرت في حينها شهيدنا البطل معاذ الكساسبة والذي ضحى بجسده التي التهمته نيران الارهاب الداعشي ليلتحق بركب شهداء الوطن.
لكن فرحتي هذه لم تدم طويلا لانني كنت بحق في انتظار اقلام صحفيينا واعلاميينا (الجسورين) والتي ستسطر مقالاتها في استذكار شهيد الوطن، والحديث عن اهمية المملكة الاستراتيجية على مستوى العالم في محاربة الارهاب بشهادة رئيس اكبر دول العالم (ان اتفقنا او اختلفنا معه)، اتحدث عن بلد كان دوما ومازال طرفا مهما في المعادلة السياسية في المنطقة وكان محورا مهما في احلال السلام وصاحبا لاكثر من مبادرة على مستويات مختلفة.
اعتقد بأن الزملاء الصحفيين، اصحاب الاقلام (المايكروسكوبية) والذين يبحثون عن اصغر موضوع يثير الشارع ليجمع حوله الافا من اعجابات وتعاليق الفيسبوك ويتباهى بقلمه الصحفي الفذ الذي من شانه ان يغير ويسقط انظمة وحكومات، فهل كان السكوت حول هذا الموضوع متعمدا ام ان هذه الطبقة المثقفة لاتتابع ولاتشاهد الا مايعجبها؟
لقد شكل ارهابيوا داعش تهديدا كبيرا على حدود الاردن المطلة على سوريا والعراق حيث كانوا يتحركون بكل حرية في هذه المناطق الحدودية، ولولا حكمة القيادة السياسية في المملكة ولولا بسالة الجيش لكنا ايضا لنعاني مثلما عانى العراق وعانت سوريا، هل تتخيلون حجم الكارثة وباي موقع كنا سنرى انفسنا لو لم يكن لدينا هذا الجيش وابطال بوزن الكساسبة؟
ومن النادر جدا ان تسمع ومن شخص كدونالد ترمب ان يشيد بدولة دون ان ياخذ منها اية مصلحة بهذه الطريقة الواضحة وهذا مايثبت قوة السياسة الاردنية وتاثيرها على اكثر من صعيد واتجاه.
لقد اشاد ترمب بدور الملك عبدالله الثاني، واوضح بانه ثأر اخيرا لشهداء بلاده ضحايا الارهاب الداعشي الوحشي، والقصد كل القصد في ذلك كان الشهيد الكساسبة والذي مازال والده يتحدث عنه بعينان تملؤهما الدموع عن استشهاد ولده بطريقة بشعة لايتقبلها عقل اي كائن حتى لو لم يكن بشريا.
للأسف.. تخصص بعض من صحفيونا واعلاميونا في اثارة مواضيع شغلوا بها الرأي العام وهي لاتساوي لحظة واحدة من استذكار دور هذا البلد الذي يعرف قيمته الاغراب اكثر من اصحاب البلد، وانشغلوا في طرح مواضيع لو ترتقي لمستوى ماشهدناه قبل ايام بالحديث بكل تقدير عن بلدنا من قبل قائد اكبر جيش في العالم.
ومن حقي ان اسال : اين انتم؟ هل بتتم في سبات ام تناسيتم ان لكم بلدا يشيد بها القاصي والداني وانتم في مكانكم ولاتتحركون؟
ان كنتم على علم بكل ماحصل وانتم صامتون فهذه مصيبة، وان لم تعلموا فالمصيبة اكبر، ولا اتمناها لكم لكنني اعتقد انكم تعيشون في كوما صحفية اعلامية صعبة العلاج ، وفي كل الاحوال #بدها_صفنة .