سباق مع الزمن في لبنان لـ«لملمة الأزمة»
28-10-2019 08:54 AM
عمون - انخرطت الأطراف السياسية اللبنانية في سباق محموم، من أجل الخروج بمبادرة متوافق عليها تهدئ من ثورة الشارع الغاضب، الذي مزق عباءة الطائفية، وخرجت كل مكوناته رافعة العلم اللبناني، دون سواه، وفيما تعد الساعات المقبلة حاسمة، توافد الآلاف لمختلف الساحات الرئيسية في المدن المختلفة، بينما تركت الشوارع دون إغلاق وانسابت حركة المرور في معظمها بشكل طبيعي بناء على قرار من قادة الحراك، الذين أكدوا أن اليوم (الاثنين) سيعودون إلى إغلاقها.
وكشفت مصادر سياسية أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة، مع استمرار التحركات الشعبية المطالبة باستقالة الحكومة وتشكيل أخرى مصغرة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.
وأشارت المصادر إلى مباحثات ماراثونية تجري بين الأطراف المعنية، ولا سيما رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان، لإيجاد حل لإنهاء الأزمة اللبنانية، تتزامن مع خلافات في المقاربة بين رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي يرى أنه لا بد من تغيير حكومي حقيقي، مع حزب الله ورئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، ووزير الخارجية جبران باسيل؛ حيث يرفضون استقالة الحكومة أو إجراء أي تعديل عليها.
ورغم أن رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، كان قد أكد ضرورة إعادة التوازن الحكومي، عبر تغيير في مجلس الوزراء أو استقالة الحكومة، فإن ما قاله حليفه نصر الله أعاد عقارب الساعة إلى الوراء. وتقول مصادر قيادية في «تيار المستقبل»: إن الساعات المقبلة لا بد أن تكون حاسمة، خاصة أن الحريري يرفض إقحام البلاد في المجهول، ويعمل على إنهاء الأزمة في أسرع وقت ممكن، واضعاً أمامه هواجس الوضع الأمني والاقتصادي والنقدي.
في المقابل نقل موقع العين الإخبارية عن مصادر وزارية أن العمل يتم الآن على خطين، الأول محاولة التواصل مع ممثلي الحراك المدني اللبناني، لمتابعة البحث بوضعهم واستمرار تحركهم وإمكانية الحوار معهم وفقاً لدعوة عون، في موازاة الاستمرار بفتح الطرقات وفق القرار السياسي- الأمني الذي اتخذ، أول من أمس السبت، ولا سيما الطرقات الرئيسية التي تربط المحافظات اللبنانية ببعضها.
وانطلاقاً من هذه الآراء، تلفت المصادر إلى أن الاتصالات مستمرة بين الرئاسات الـ3، الجمهورية والحكومة والبرلمان للوصول إلى صيغة نهائية تضمن التوصل إلى حل وعدم الاستمرار بالوضع القائم وبالتالي المباشرة بالعملية السياسية.
وبانتظار ما ستؤول إليه المشاورات السياسية، بقي المشهد الميداني اللبناني على حاله في ساحات التظاهرات في مختلف المناطق من بيروت إلى الشمال والجنوب والبقاع، بل ازداد زخماً.
آراء
بحسب مراقبين، هناك وجهتا نظر، الأولى ترى ضرورة البت في استقالة الحكومة اللبنانية أو على الأقل إجراء تعديل حكومي مع ملء الوزارات التي استقال منها وزراء «القوات اللبنانية»، والرأي الثاني يعتبر أنه لا يمكن الذهاب نحو خطوة كهذه قبل توضيح طبيعة التحركات الشعبية ومصيرها، معتبراً أن أي خطوة في هذا الاتجاه من دون أن يكون هناك بديل جاهز هي خطوة في المجهول.