بين هتافات الحراك وشعارات الحكومة
د. ريما المعايطة أبو رمان
27-10-2019 12:05 PM
في كل يوم نتابع فيه المشهد السياسي في الأردن نجد حالة من ضياع البوصلة.. حراك مشتت متشرذم وبلا هدف إصلاحي حقيقي مبني على برنامج واضح المعالم ..وحكومات إمتهنت الشعارات وأشبه ما تكون برامجها بدورة تدريبية على التخدير وكسب الوقت وبدون أي تقدم نحو إصلاح سياسي إقتصادي ملموس.
وفي كل مرة يلتقي بها جلالة الملك بممثلي القطاعات سواء إعلام أو إقتصاد أوحتى أحزاب يؤكد على ضرورة التقدم بعجلة الإقتصاد وعلى ضرورة التقدم ببرامج سياسية تدعم القرار الإصلاحي، إلا أنه وللأسف جلالة الملك والشعب في خندق والحراك والحكومة في خندق أخر.
قبل أيام سمعنا هتافات رفضها الكل بالإجماع تدل عن نقص في الخبرة السياسية وتجعل من اهداف الحراك الإصلاحي وتحوله الى فكر تخريبي غوغائي وبلا معنى. اما وبالإنتقال لسياسة حكومتنا والمبنية على اطلاق الشعارات وتشكيل اللجان غير المدروسة تجعل من هذا الحراك حراكا متمددا وكأن الحكومة والحراك يتبادلون الأدوار في تدمير البلاد وضياع حقوق العباد.
حراك يطالب بملكية دستورية وهو عاجز عن تقديم أساس لهذا الطلب وعلى الرغم من ذلك في كل مرة تدخل جلالة الملك هو العلاج والحل، فأي حالة إنفصام يعيشا هؤلاء، ولذلك أعتقد أنه آن الأوان أن يقود شخصيات وطنية إعلاميين وسياسيين وإقتصاديين حوارا وطنيا بعيدا عن التنظير والمصالح الشخصية وحالة التشرذم الفكري بين الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، ومصالح الإقتصاديين الضيقة وعن أهداف الحكومة التجميلية؛ وأجندات الحراك الشخصية، حوار وطني واضح وصريح في تشخيص الحالة والمشهد السياسي والإقتصادي الأردني.