مثل مئات الآلاف من المشاهدين العرب فأنا معجب بأوبرا ونضالها الطويل في الحياة التي حولها من بنت سوداء تخلت عنها العائلة وتعرضت للأضهاد والاغتصاب إلى ملكة الإعلام في أمريكا بحيث أصبح الظهور معها أمنية لكل نجم سينمائي وكل مواطن أمريكي فالظهور مع أوبرا يعني التحول في ليلة وضحاها النجم مشهور أو على الأقل تحقيق أمنية من أمنياتكأوبرا انحازت دائما للفقراء والمسحوقين وقامت بتحقيق أحلامهم كما انحازت للفقراء في بعض الدول الإفريقية وقامت بتأسيس أكاديمية باسمها في القارة السمراء كما عرفت بأنها مقاتلة شرسة ضد الجهل والفقر وضد مرض الايدز
مناسبة الحديث عن أوبرا ما نشر عن قبولها دعوة لزيارة "إسرائيل" لأنها تتعاطف مع معاناة "الإسرائيليين" وان زيارتها تأتي أيضا لتضامن مع شعبها حيث تجري هناك حرب كبرى ضد الإرهاب كما نشر على لسانها؟؟
عشرات التعليقات على موقع إيلاف الالكتروني الذي نشر خبر زيارة أوبرا منقولا عن جريدة بديعوت احرنوت دعت إلى مقاطعة أوبرا أو الإعراب عن خيبةالامل بها وان لم يخلوا الأمر ممن تفهم مبرراتها لزيارة "إسرائيل" ملقيا باللوم على وسائل الإعلام العربية لأنها سمحت للمؤسسات الإسرائيلية باستغلال نجومية أوبرا وشهرتها لصالح إسرائيل وكان الأجدر بها أن تبادر هي للاتصال بأوبرا وكسبها إلى جانب القضايا العربية العادلة وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية بدلا من ترك المبادرة "لإسرائيل" وهو ما حدث
شخصيا لا ألوم أوبرا ولا اطلب منها أن تكون عربية أكثر من العرب واعرف أن ما قالته عن ما تسميه "معاناة الإسرائيليين "الذين يخوضون حربا ضد "الإرهاب" ناتج عن عدم معرفتها بالجانب الحقيقي للقصة وقبل ذلك أتوقع أنها لا تستطيع إذا عرفت الحقيقة أن تناصر القضية الفلسطينية أو تناصر العرب والمسلمين فذلك قد يكلفها نجوميتها وشهرتها وحتى برنامجها لكن ذلك لا يعني أن نقف جانبا ونترك أوبرا وغير أوبرا لقمة سائغة للمؤسسات الإسرائيلية لكي تستفيد من شهرتها ونجوميتها خدمة لها ..لقد كان بالإمكان المبادرة والاتصال بأوبرا من قبل السفراء العرب والسفير الفلسطيني في أمريكا وشرح معاناة الشعب الفلسطيني لها ودعوتها لزيارة غزة المحاصرة التي تقصفها طائرات ألف 16 يوميا لكننا كالعادة لا زلنا نفتقر إلى الإرادة والعزيمة وحتى الخيال في إدارة معاركنا وكسب التعاطف مع قضايانا العادلة والتي نريد من الأخريين أن يؤمنوا بعدالتها دون أن نبذل جهدا ولو بسيطا
حتى لا نبقى في إطار اللوم وجلد الذات بإمكاننا أن نحول زيارة أوبرا "لإسرائيل" إلى فرصة لكشف معاناة الشعب الفلسطيني.. لنرسل الآلاف الرسائل إلى موقعها الالكتروني لندعوها إلى زيارة غزة والضفة الغربية ومخيمات الشتات الفلسطيني في لبنان والأردن وسوريا لتقوم الجالية العربية في أمريكا باستغلال الفرصة والبدء بهذا التحرك, لتستغل سفارة السلطة الفلسطينية في واشنطن المناسبة ولتوجه دعوة رسمية باسم الرئيس محمود عباس لأوبرا لزيارة رام الله وغزة.. مثل هذه الأمور كلها كفيلة بإظهار الحقيقة وإحباط المخطط الإسرائيلي في إظهار إسرائيل أنها دولة تحارب الإرهاب لا دولة تحتل أراضي شعب آخر وتقوم بقتل أبنائه يوميا الزيارة لم تجر بعد وما زال بالإمكان فعل الكثير.. بالمناسبة عنوان موقع أوبرا على الانترنت هو http://www.oprah.com