تيتانيك البحر الميتالدكتور ماجد الشامي
26-10-2019 10:02 AM
الخميس الاسود وإن رحل، فكل خميس صار على صدورنا ثقيلٌ كالجبل. خميسٌ وراء خميسٌ يأتي ليُذكرنا في يومٍ المصاب الجلل. ذهبتم في رحلةٍ للمغامراتٍ والابتسامةُ على وجوهكم وكلكم تفأؤل وأمل. وكنتم تتمنون في هذا اليوم الماطر الجميل أن تعودوا إلى أهلكم لتروا لهم قصصكم وما حصل. وانتم تملأكم السعادة والفخر والاعتزاز بالنفس على انجازٍ كان دون كللٍ أو ملل. ولكن القدر كان بإنتظاركم وانتم لا تدرون انكم على موعدٍ مع يوم الأجل. وكانت الفاجعة، وقامت الدنيا وقعدت، ولا أحد يدري كيف وما الذي حصل. وتجمد العالم أمام وسائل الاعلام يُتابع الاخبار بحسرةٍ وحالةٍ من الهستيريا والهبل. لسنا متأكدين هل كنّا نحضر فيلم تايتنيك أم أن تايتنيك جديد وضحايا تحتاج للنشِل. لم نعد نستوعب ما الذي حصل، أهذا تسونامي؟ أم نهر الأردن تعرض لعُطل؟ أم أن البحر الميت عاد إلى الحياة وأراد أن يأكل الحجر والبشر على عجل. أم أن الحوت الأزرق ترصد لكم في سيلِ وادي الازرق ليبتلعكم على غفل. أم أن السماء كانت بحاجةٍ إلى تجنيد ملائكة جُدد وكنتم لها الخيار الافضل؟ إن كنتم قد تركتم أماكنهم الأرضية فأماكنكم في قلوبنا مرصّعةٌ كحجر الزمُرّد على الدِبل. ورحلتم عبر الزمانِ إلى أماكنكم السماوية فاِدعوا لنا أن نصبح أُمةٍ بلا عِلل. انتم لنا في ملكوت السماوات شفعاء، نحن ضعفاء الإيمان وقلوبٍ فيها خلل. لن ننساكم مهما طال الزمن وذكراكم تبقى في وجداننا ولكم منّا كل القُبل. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة