عُدتَ يا يومَ مولدي ... عُدتَ بحلوك ومرّك ... لم تكن حلواً بالمطلق ولا علقما لا يستساغ مذاقُك ... كان فيكَ تحدياتٍ ....ولكن التحديات تصنعُ الرجال وتصقلُ الهمم ...وكان فيك محطاتٌ من الحزن والألم :
وقفتُ ذات يومٍ في مقبرةَ بلدتي، وأخَذَتْ عيناي تطوف فيها متأملةّ بساكنيها..... هذا قبرُ جَدّي ....وذاك قبرُ ابي بالقربُ من قبرِ امي ...وتلك قبورُ أعمامي ..وهذا قبرُ اخي وقبرُ ولده الشاب الوسيم ... وذاك قبرُ أختي ... وذاك وذاك وذاك ...وتسَمّرتْ عيناي عند قبرٍ كان له وقعٌ خاص وجاذبيةْ خاصه ... قبرٌ فيه قطعةٌ من جسدي وشطرٌ من روحي ....انه قبر ولدي الشهيد بإذن الله معاذ ، الذي آلمني غيابه وجعلني على سقمي حزينا بحُرقَه و باكياً بصمت ... ولا أظنُ انني سأتعافى من وجعي في ماتبقى لي من العمر .
مر بي القطارُ بمحطاتٍ مضيئةٍ ايضاً والحمد لله :
زواجي من أمرأة فاضله أسكنُ اليها ... نعمةُ الله عليّ بأن رزقني بنين وبنات تشّربوا مكارم الأخلاق ونجحوا في حياتهم العمليه ... توفيقي بوظيفةٍ وصلتُ فيها الى مكانةٍ رفيعه وأهلتني مواصلةَ العمل في مواقعَ مميزه بعد تقاعدي من العمل العام ... كثيرةٌ هي تلك المحطات المشرقه ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ... فلله الفضلُ والمنه والحمد لله بالسراءِ والضراءِ ، والحمدُ لله على نعمائِه والحمدُ لله على قضائه وقدره .
رحم الله من فارقنا وجمعنا بهم في الفردوس ألأعلى من الجنه .... بسبب غيابهم لم تجد البهجةُ في هذه المناسبة طريقاً الى النفس ....وبارك الله في أعمار احبتي واقر عيني بوجودهم الى جانبي
ولم يبق لي في خريف العمر الا ان اسأل الله عز وجل حسن الختام