facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




علاقات مجمدة


سهير بشناق
25-10-2019 12:07 AM

لم يعد يعنيها الأمر كثيرا فقد اكتفت!

لم يعد يعنيها من يبقى ومن يرحل....

فقد تمسكت بالذين تحبهم كثيرا... لانها تخشى الخسارات وتدرك ان الحياة لا تعيد لنا البشر الذين احببناهم وجمعتنا معهم لحظات لا تتكرر من الصدق والدهشة...

عندما نتمسك بالعلاقات نحن ندفع ثمن ذلك من انفسنا من صبرنا من مواجهتنا الحياة بقدر ما تغير الاخرون وتغيرنا

عندما نتمسك بمن نحب وبمن شعرنا معهم اننا مختلفون لا نكون ضعفاء بل اقوياء بقدرتنا على احتوائهم في ثنايا القلب ونبضاته

ولكنها اليوم لم تعد تقوى على اداء هذا الدور بمفردها

كان عطاؤها كبيرا بالقدر الذي اوهم الاخرين بانها ضعيفة وانهم يستطيعون ايلامها والابتعاد عنها والعودة اليها ما دامت تحبهم وتباهي بهم العمر كله

كان صبرها كبيرا بالقدر الذي برعوا في استنزافها فغدا قلبها قاسيا متمردا رافضا الاستمرار

اليوم لم يعد يعنيها من بقي ومن يرحل كلاهما سيان

التجارب وحدها من تغيرنا من تعيد ترتيب البشر بحياتنا فلا احد يبقى الا اذا اختار هو البقاء

ولا احد يرحل الا اذا اختار الرحيل

كل ما في الامر اننا نتمسك بهم نتجاهل اخطاءهم.... جروحهم لاننا احببناهم

لكن الحب ليس أبدياً ان تعلق الامر بوجودنا وضعفنا وشعورنا باننا نخذل في كل مرة بعلاقات وجدت لنرتاح بها ولنجد انفسنا باصحابها لا لترهقنا وتغير نظرتنا للحياة ولكل ما هو صادق وجميل.....

«تفاصيل»....

الحياة تعاش بتلك التفاصيل الصغيرة التي نمر من امامها لا نملك الوقت الكافي لنعيشها لكنها هي الوحيدة التي تمنحنا شيئاً ما من السعادة

ان نتازل عن رغبتنا بالنوم صباحا ونشهد اولى لحظات اشراقة الصباح كل ما نفعله ان نتأمل...

ان نحتسي قهوتنا صباحا ساخنة ولا نتنازل عن ذلك لاجل الاخرين ولاجل انشغالنا بامور اخرى

ان نتأمل الورود التي نمر بها يوميا دون ان نشتم رائحتها نتجاهلها وكأنها لا وجود لها.

ان نشعر بوجود من حولنا لا نحملهم عبء انشغالنا بالحياة وايامها ان نجد وقتا لهم لرؤيتهم كما هم.

للاستماع اليهم... للاقتراب منهم اكثر واكثر لنعيش تلك الايام معهم وبهم بدل من تجاهلهم فلا هم يشعرون بنا ولا نحن نشعر بوجودهم فتاخذنا الحياة يوما بعد يوم ونتساءل بعدها كيف مضت الايام

التفاصيل الصغيرة جميلة....

كأن نخبر من يعيشون معنا باننا نحبهم دون مناسبة لهذا الاعتراف الذي هو حقيقة تعيش معنا ونشعرها لكننا لا نخبرهم بذلك...

كأن لا نختبئ من امطار السماء كي لا نبتل ونتجاهل متعة ذلك وكم قادرة هذه الامطار ان تمنحنا راحة جميلة وتنقي ما باداخلنا شيئاً فشيئاً....

ان نجد وقتا لانفسنا في عالم مليء بالضجيج نقضيه كما نريد نحن لا كما يملي علينا الآخرون لنشعر بان الحياة لنا وليست دوما للآخرين....

تفاصيل صغيرة جميلة لا نراها.... تسرق منا اجمل اللحظات والايام لاننا نقضي ايامنا نلهث وراء اللاشيء لنبقى نبحث عن السعادة ونحن نبتعد عنها لاننا لا نمسك بتلك التفاصيل الجميلة

ثمة أماكن هي جميلة لكننا لم نشعر بجمالها لاننا لا نرى تفاصيلها.

وثمة بشر هم اجمل ان اكتشفنا تفاصيلهم وعايشناها معهم..

وثمة مشاعر جميلة لا نقوى على البوح بها والاستغراق فيها لاننا نتجاهل تفاصيلها فتغدو كأي شيء عابر لا نتوقف امامه فنخسرها ونخسر صدقها.....

وثمة روايات نقرأها لكننا لا نجد متعة بها لاننا لم نتوقف بين السطور ولا نلتقط تفاصيلها فنغلقها ولا نعود اليها الا عندما نعود لانفسنا ونقرر ان نعيش التفاصيل.

التفاصيل الجميلة يبدو لي بانها ليست لنا.

هي لتلك القلوب العاشقة في اولى بدايات العشق.....

هي لتلك النفوس التي تقرر ان تحيا لا ان تعيش ان تحيا اللحظة بكل ما فيها.

لحظات الفرح ولحظات الاقتراب ممن تحب ولحظات الايمان بذاتها وبحقها ان تحيا لتشعر بقيمة الحياة لا بمرور الايام فقط فلا يعنيها عاما تلو الاخر ما لم تحظى بجماليته وتفاصيله..

كلما تجاهلنا تلك التفاصيل من حولنا كلما ازددنا بحثا عن السعادة كلما اقتربنا منها تبتعد هي

فالشعور بالسعادة لا يمكن له ان يكون دونها.

دون ان نحب بكل ما اوتينا من قدرة.

ان نمنح انفسنا وقتا وفرصة لنعيشها لتصبح هذه التفاصيل مجتمعة بابا للسعادة نحن نقرر ان نطرقه ونسير به او ان نبقى نراه مغلقا نتمنى ان نسير به مرة واحدة لنكتشف بعدها ان الخيار لنا بداية ونهاية....

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :