تدوير الفشل واعادة انتاجه
فيصل تايه
24-10-2019 11:10 PM
لن نعفي أحداً من المسؤولية للكوارث الاخلاقية والقيمية المتتالية ، فالجميع مشاركون بشكلٍ أو بآخر ، والجميع يبحث عن مصلحته أولا ً، ثم ما يلبث أن يعادي الجميع للعودة لذات المربع ، فلم يعد خافياً على أحد مايجري من استهداف لقيمنا وكياننا ، واستخفاف واضح بمآلات البسطاء.
كلنا دون استثناء ، ساهمنا إلى حدٍ كبير في إعادة انتاج الفشل والفاشلين ، وتدويرهم من منصب الى منصب ، فهل يمكننا أن نضع أيدينا بأيدي بعضنا ونقول لا للفشل والفاشلين مهما كانت قرابتهم منّا ، ومهما جمعتنا بهم الإيديولوجيات والانتماءات البشريّة الضيّقة..؟ ذلك مانأمله قبل أن تحلّ لعنة الظلم على الجميع.
ما افهمه ان إتباع سياسة التدوير في المواقع الإدارية وخاصة القيادية منها هي حاله صحية في دولة متعطشة لتدوير الخبرات والتي تسمح بتراكم التجربة ومراجعة تقييميه لها واستخراج العبر للأبتعاد عن ضعف التسلسل الوظيفي والتخبط في قنوات الاتصال الرأسية والأفقية هذا ما يوحي بأن التغير إستراتيجية مهمة وواضحة لا بد من انتهاجها بين الفينة والأخرى، والكشف عن (الشيخوخة الهرمة) لبعض إمبراطوريات الكثير من المواقع القيادية التي كانت مختبئة في جلد نمر فالكثير منهم شكلوا كيانات يصعب اختراقها وتنظر لمن حولها ممن لديهم القدرة والكفاءة على تولى مهامها نظرة الغازي أو الطامع بكنز سليمان ، ما يمكنها من اختراق التقوقعات السائدة ، لذلك فان هناك الكثير من المحاذير التي يجب أن تؤخذ بالحسبان وبدرجة عالية من الحس بالمسؤولية وهي أن بغضاً من المواقع القيادة لا تحتاج الي تدوير على الإطلاق ، بل تحتاج الي تغيير واجتثاث من الجذور ذلك أننا لا نريد نقل الخيبة من مكان إلى آخر والنتيجة هو نقل الأشخاص لمجرد النقل ، ليعود بموقعه القيادي وأدائه سنوات إلى الوراء ، ونبقى وللأسف نراوح مكاننا دون اية انعكاسات على الوظائف القيادية في الدولة التي نتمنى أن تتطور بقدر دعواتنا لها بالخير.
لذلك دعوني اقول : متى نضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، ومتى نتحضر ونتخلص من أنانيتنا ونفرق بين نُصرة قضايانا العامة وقيمنا الإنسانية ورغباتنا الخاصة وأنانيتنا الفردية ، التي تحتاج الى الرجال الرجال ، كما ومتى نتعامل مع العدالة ككيان منفصل وقيمة محترمة بحد ذاتها لا تشخصن ولا تقزّم ...؟؟
بقي ان نقول اننا بحاجة إلى تحرير أنفسنا من قيم الانانية البالية التي تحمل في مضامينها وباء الواسطة والمحسوبية وتمجيد الفشل ورفض التعايش معها تحت أي ظرف ، فعندما نصادر القيم لحسابنا الخاص ، نموت كأمة ولن نصعد سلّم الحضارة أبداً.
والله ولي التوفيق