عقد في العاصمة الامريكية واشنطن الخميس الماضي جلسة حوارية حول العلاقات الاردنية الإسرائيلية بمناسبة مرور 25 سنة على معاهدة السلام , نظم الجلسة معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وشارك فيها عن الجانب الأردني الدكتور جواد العناني نائب رئيس الوزراء الأسبق وعن الجانب الاسرائيلي البروفيسور شمعون شامير أول سفير إسرائيلي في عمان ، وقد تناولت الجلسة تاريخ العلاقات الأردنية الإسرائيلية وكما وصفها شمعون شامير بأنها خمسة وعشرين عاما من الإنجازات المهمة والمشاكل المؤلمة بينما قال جواد العناني بأن الفرص التي ضاعت أكثر من تلك التي تحققت . وقد ذكر المتحاورين قضايا كبيرة ومهمة لا يمكن ذكرها هنا نظرا لحساسيتها .
أحسن الدكتور العناني الحديث عندما عرض وجهة النظر الاردنية ليس فقط من منظور حكومي بل من منظور شعبي معرجا على القضايا التي أثارت الرأي العام الاردني تجاه اسرائيل ابتداء من حادثة السفارة ومقتل القاضي زعيتر وانتهاء بالتنسيق الإسرائيلي الأمريكي فيما يتعلق بصفقة القرن التي قال إن مؤشراتها الأولية لا تلقى قبولا لدى الشارع الاردني ، وأكد على أن معسكر السلام في الأردن جدي وراغب في التقدم لكن لا يوجد شريك قوي في اسرائيل يمكن العمل معه.
من ناحيته تناول شمعون شامير تاريخ العلاقات الاردنية الاسرائيلية حتى قبل توقيع معاهدة السلام وقال ان اسرائيل مهتمة بالتعاون الأمني مع الأردن لأنها تشكل ما يعرف بالمنطقة العازلة ، بنفس الوقت اسرائيل عملت على الدفاع عن استقرار الاردن ووحدة أراضيه في مناسبات متعددة أهمها التدخل السوري في سنة 1970 والأخطار المتمثّلة بالإرهاب الداعشي من العراق وسوريا . وقد كشف عن لقاءات يحضرها سنويا بمشاركة العناني فيما يعرف بالمنتدى الاردني الاسرائيلي الذي يعقد مرتين كل عام ويشارك فيه 15 جنرالا متقاعدا من كل جانب يناقش المسائل المشتركة بين الاردن واسرائيل في إشارة إلى أن التنسيق الأمني يتصدر اهتمامات الجانبين .
في الملف الاقتصادي كان العناني منحازا للمصالح الأردنية العليا رغم الضغوط الشعبية التي ترفض المخاطرة بوضع سوق الطاقة الأردني في السلة الاسرائيلية وأكد على انه أيد اتفاقية الغاز بين شركة الكهرباء الوطنية وشركة نوبل اينرجي قائلا انه طالما عملت اسرائيل بشكل جيد مع الاردن في موضوع المياه فلا يوجد ما يمنع أن تسلك ذات السلوك في موضوع الغاز ، العناني ايضا أشاد بتجربة مميزة في العلاقات بين الأردن وإسرائيل عندما ناقش مع سفير إسرائيل لدى الأردن ادخال 200 شاحنة أردنية محملة بالخضروات والفواكه مباشرة الى ميناء حيفا ومن ثم الى السوق الروسي وقال اننا نجحنا في الوقت الذي رفضت فيه المملكة العربية السعودية ادخال منتجاتنا وحتى انها رفضت دخولها الى بلد أو طرف ثالث في الخليج العربي.
القنبلة التي ألقاها العناني في نهاية الجلسة تتعلق بملف الباقورة والغمر حيث قال ان الاردن ربما متردد في اعادة تجديد الاتفاقية طالما بقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الحكم لكن ان حدث تغيير فربما يصبح الاردن اكثر رغبة في إعطاء هذا الإنجاز لرئيس وزراء آخر.
انصح كل المهتمين بالعلاقات الاردنية الاسرائيلية بمشاهدة هذه الجلسة وهي متاحة على موقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ، حيث الكثير من المعلومات والأحداث التاريخية التي لا يتسع المجال لذكرها هنا .
Mutaz876@gmail.com