تقرع أجراس الوعي ، و تدق دفوف الإدراك ، و تملأ السماوات تمني ، و يخرج من عمق الأرض نار الخوف على الذات.
حال أجيال قادمة تراقب الحاضر و تتعلم للمستقبل لربما ترث ميراثا عميقا يؤرخ يرفعها و يجعلها حبلى بالفكر الذي يبني الأوطان ، أو ترث جهلا و عبودية يخسف بها على طول الأزمان.
في حديث عميق مع النفس حول ما يحدث من مجريات داخلية و خارجية تجمعت فيه مشاعر تتصارع ما بين خوف و يأس، و أمل و شيء من التفاؤل عن مصير أجيال قادمة تنتظر منا أن نقدم لها هدايا الحياة كي نكون قدوة لها ، و لكنها لا تعلم أننا نعيش في دائرة مغلقة نحاول الخروج منها كي ننقضها ولكننا عبثا نحاول ، دائرة تربطنا بداخلها لنبقى نردد ما تريد و نعيش كما تريد ، و نطبق ما تريد!
لا تعرف هذه الأجيال أن السياسات احتلت البيوت و أحرقت القلوب و جوعت الشعوب ، لا تعلم هذه الأجيال أن السياسيين يلعبون معنا " بلاي ستيشن" كي يتسابقون على كسرنا كشعوب بطرق كثيرة و يخرجون علينا و هم يرددون عبارات ليقهرونا و يتكلمون عن النزاهة و الكرامة و الوطن ، امتهنوا تخطيط و تطبيق سياسات التجويع و التجهيل و من الأوطان تمني الهروب ، ولكن بلادنا ستبقى تتنفس ما زال فيها الأوفياء و المخلصين ، بلاد سنبقى نهتف باسمها ما دمنا أحياء.
أيتها الأجيال القادمة سامحينا فقد حاولنا أن نؤسس لك قاعدة لتستمري في المسيرة و لكننا لم نستطع ، ضاعت الفرص و اندثرت و ازداد التسول و ازدادت المعضلات و ظهرت أعراض امراض مستشرية في الوطن ، كسوس ينخر في بنيته ، أو خلايا شرسة تهاجم السليمة ، و لكن تأكدي أن الآوطان ستبقى قائمة ، و كل من يسعى لإماتتها سيزول.
السؤال الأهم لك أيتها الأجيال؟ هل سيجوع العباد أكثر؟ أم سينتشر الفساد بغوغائية أكثر؟ و هل سيسبح في مستنقعات الجهل و الخضوع المتغولون و الفاسدون و ناهبي الأوطان أكثر.؟ و هل سيبقون في حالات مجون لا يخافون على وطن و لا هم يحزنون؟ وهل ستعود المجتمعات في ثقافتها إلى الوراء أكثر؟ و هل سيكون الأعداء يوما أحبابا أم سيبقوا أعداء؟ و هل ستنفتح الاوطان على المباح والمحضور؟
نحن فعلنا ما بوسعنا و لكن عليك أنت أن تبني من جديد إن أتيحت الفرص ، و تحرري الأوطان من العبودية ، و تنقذي المجتمعات من الجهل ، أدرك جيدا أن القادم صعب و أدرك ان هناك مواجهات عدة ، مستقبل مجهول لا أعلم أين سيذهب بك!