بعد الاختراق التركي للشمال السوري بعناية امريكية روسية وتفاهمات ايرانية تركية سورية ، خسر الاكراد حالة الاشتباك الميداني وخسر معهم الطرف الاقليمي الثالث جولة التقسيم للجغرافيا السوريه ، فكانت النتيجه رد الفعل الناشئه في لبنان من واقع تقديرات «فرق حساب» حيث يبدوا ان ردة الفعل هذه تتمحور حول تفاهمات الطائف التي وضعت اساس الدستور اللبناني الجديد بناء عليها وضع القدر اللبناني من على ثلاثه مذاهب رئيسية سنية وشيعية ومارونية اضافة الى شرعنة ادوار الاوتاد المتفرعة والفرعية.
وهذا ما جعل من ردة الفعل تكون مباشرة مع اشتداد اجواء الشد الاقليمية من خلال خانة الانحسار وحالة التراجع بين الاطراف الداخلية اضافة الى المتغيرات الديموغرافية التي قادها جبران باسييل بعودة الطائفه المارونيه المهاجره ومعطيات اخرى كان قد حملها امتداد النفوذ الشيعي والتراجع الضمني السني في صورة المشهد اللبناني .
حيث بات الحديث يتمحور حول عقد اجتماعى لبناني جديد كان قد بينه سمير جعجع ، بحيث تقوم اجندته على المناصفه الضمنيه بين الشيعيه والمارونيه في ظل التفاهمات المشكله داخل اروقه القرار اللبناني واستمرار حالة الشد الاقليمي التي مافتئت اجوائها تعصف بالمناخات السياسيه وتكويناتها الاجتماعيه وتهدد مناخات السلم الاهلى فيها و تحويها من منطقه امنه- مستقره الى منطقه غير امنه - غير مستقره بهدف اضعاف الروابط المشكله للاطر الناظمه المجتمعيه للمنطقة وشعوبها .
وهذا ما يدل دلاله واضحه ان ما حدث في العالم العربى ويحدث ، تقوم دوافعه من واقع اجند خارجية حملت رياح التغيير اجوائها نتيجة التجاذبات الاقليميه والمتغيرات الدوليه ولقد ادت الى استقطاب مكونات المنطقه تجاه اطر نفوذها الجيوسياسيه ، وعملت على استغلال حالت التضاد الناشئه الى خلق مناطق نفوذ بين مكونات المجتمع الموحد في ظل غياب قواعد الحاكمية الرشيدة وتفشي مظاهر التفرد والتنمر المجتمعي في واقع الانظمه والمجتمعات .
هذه الرياح الممنهجة التي استثمرت توق الشعوب العربيه للديموقراطية والحياة الكريمة واستغلت جيوب الفساد عند صناع القرار بهدف اضعاف روابط الصله بين الانظمه والمجتمعات وبدات معها عمليات «التغذيه السلبيه التي تقوم على تضخيم واقع لاخراج واقع اخر عبر سياسات تستند الى عمليات الشد لدواعي الضم ، ولزوم بيان الامر للاعلان عن الهويه السياسيه» ، بعدما فشلت غالبيه الانظمه العربيه في تشكيل تلك الهويه سياسيه الجامعه في ظل استشراء الهويات الفرعيه و دور الهويات الوظيفيه في ايجاد مجتمعات مغلقه على ذاتها اضافه الى غياب العداله واستفحال المحسوبيه مما ادى الى غياب مجتمع المعرفه وقيم المواطنه .
الامر الذى جعل من الدول الاقليمية تقوم على استباحة المجتمعات العربية وتعمل على شد مكوناتها وبسط نفوذها على المناطق و المكونات الديموغرافيه ، من اجل ايجاد مناطق نفوذ اقليميه جديده تجاه جغرافيا سياسيه يبدوا انها باتت مرسومه تسمي نظام الشرق الاوسط الذى يقوم على الاثنيات العرقيه والمذهبيات الدينيه في الشكل وعلى مناطق النفوذ الاقليميه في المضمون .
وهذا ياتي من واقع تقديرات جديده السمه العربيه فيه الغائبه الحاضره كما في نظم وانظمه مشهده السياسي العام ،وسط مناخات تغول اقليمي لم تجد مقاومه رادعه تجابهه فرض واقعها الجديد على المنطقه وانظمتها ، لكن مازالت هنالك محاولات جاده يقودها الاردن ، نعم الاردن من اجل حركه نهوض عربيه تنتفض للذات العربى وتحقق له الدور ولقضاياه الانصاف .
وهو ما بينه كتاب الاوراق الملكية رؤية استراتيجية عندما حلل المشهد الاقليمي من واقع استشرافى للفكر
الذى يحمله جلالة الملك وبين الاستراتيجيه الاحترازيه والاستدراكيه التي صممتها الدوله الاردنيه واجهزتها العسكريه والامنيه في حماية ووقاية المجتمع الاردني وكيفيه تعاطيها مع المشهد السياسي المحيط والاليه التي استطاعت الدوله الاردنيه من اداره هذا الملف الخطير في المرحله التاريخيه العميقه التي تشهدها الدوله وتعيشها المنطقه ، فهل اتضحت الصوره، ووصلت الرسالة!؟.
الدستور