متى ينتهي لي اللاعبين لأذرع الأندية الأردنية؟
21-10-2019 05:56 PM
عمون - جسدت إدارة الوحدات موقفا يستحق الإشادة، بالمفاوضات التي تجريها مع المدافع الدولي طارق خطاب، حيث أكدت رفضها التام الانصياع لأي شروط من قبل اللاعب، لضمان حسم صفقة التعاقد معه.
وكان خطاب قد طالب بوجود بند في عقده يتيح له فسخه بأي وقت في حال تلقيه لعرض خارجي.
الوحدات رفض سياسة لي الذراع ، وفي ذلك رسالة إلى أن الأندية في النهاية يجب أن تحترم نفسها، وتقدر مكانتها، فهي أكبر من أي لاعب كان.
ومنذ تطبيق كرة القدم الأردنية للاحتراف "المشوّه"، فإن اللاعب أصبح يستقوي على ناديه بمطالبه المالية ومغالاته بها، دون أن تتفق الأندية فيما بينها على وضع حد لذلك.
وعانت الأندية الأردنية طيلة سنوات الاحتراف الماضية من ضعف واضح في طريقة تفاوضها مع اللاعبين، واستسلمت في النهاية لكل مطالبهم بهدف ضمان تعزيز قدرات الفريق، وتلبية رغبة الجماهير التي طالما تضغط إداراتها تجاه التعاقد مع هذا اللاعب أو ذاك.
قبل الاحتراف، كان اللعب لأندية المقدمة في الأردن، أمل لكل لاعبي الكرة الأردنية ولو بالمجان، واليوم تغير الحال، وأدى غياب العقلية الاحترافية عن الأندية، باللاعبين، للتحكم في صياغة العقود كيفما يحلو لهم.
المطلوب من الأندية؟
التنافس بين الأندية وصعوبة التوصل لميثاق شرف فيما بينها بخصوص التعاقدات، ساهم في استغلال اللاعبين لهذا الواقع، فالنادي الذي يرفض الانصياع لشروط اللاعب الذي يعتبر من أبنائه، فإنه يقوم باستخدام أسلوب "الغمز واللمز" ملمحاً بذلك أنه باستطاعته الانتقال للنادي المنافس الذي سيوافق على كل شروطه.
الأندية التي تلتزم بالقيام بواجباتها تجاه اللاعبين، عليها في الوقت ذاته معرفة حقوقها، فمثلاً الأصل بالاحتراف التفرّغ لمهنة كرة القدم، لكن معظم اللاعبين الذين يتم التعاقد معهم ويحملون صفة "لاعب محترف" غير متفرغين، فلماذا لا تشترط عليهم التفرغ قبل التوقيع أسوة بما يفرضه اللاعب من شروط؟
وأين دور الاتحاد الأردني من إصدار تعليمات تحدد من هو اللاعب المحترف؟.
ويؤخذ كذلك على إدارات الأندية انصياعها لرغبات الجماهير في التعاقد مع لاعبين، وهناك أندية كثيرة لم تستفد من صفقات على هذه الشاكلة.
وأصبح لزاماً على مجالس الادارات في الأندية والمدراء الفنيون للفرق، ألا يتأثروا بما تطالب به الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، فالتعاقد مع اللاعبين ليس حلقة من حلقات "ما يطلبه الجمهور".
ولا بد للأندية أن تفرض هي الأخرى شروطها في العقود المبرمة مع اللاعبين وتقوم بتفعليها لا التغاضي عنها، كالخصم من راتب اللاعب في حال حصل على عقوبة اتحادية، أو لم يقدم المستوى المأمول منه في مباراتين متتاليتين أو ثلاث.
وينبغي على الأندية الاقتناع بأن المواهب الكروية في الأردن متشابهة من حيث الصفات والقدرات، وبالتالي فإن أي لاعب يغالي بمطالبه يمكن تعويضه بسهولة.(كورة)