بين جدل الغذاء المعدل جينيا وغول الجوع .. ؟د . ردينة بطارسة
22-11-2009 01:22 PM
قالوا في المثل الشعبي كل الطرق تؤدي إلى روما ,وقبل أيام معدودة تسارع قادة الغذاء في العالم لسلك تلك الطرق متجهين فعلاً إلى روما , مرتدين على وجوههم أقنعة الشفقة ,حاملين حقائب رسمية كتب عليها اسم أشبه بصرخة المستغيث , منه بإسم مؤتمر ,اتجهوا لعقد ما سموه بقمة الجوع,وكأن هناك للجوع قمة, لا يصلها إلا من اجتثت سكين العوز والفقر أحشائه , أطلقوا ندائهم هذا منذرين قرب حلول كارثة الجياع ,ولكن للأسف فاتهم ولم يكن في حسبانهم أن نداءاتهم وصرخاتهم تلك ليست بتلك القوة ولا تمتلك المقدرة على خرق طبقات أقمشة الجوخ الفاخرة, التي تغطي كروش أغنياء العالم المتخمة بالمال ولا يمكن لها التسلل بعيداً عن أجهزة الإنذار وكاميرات المراقبة التي على أبواب قصور الحكام في العالم ,لذلك ستبقى كل قراراتهم الساخنة وتوصياتهم الرنانة موضوعة داخل ملفاتهم المخملية مكتوبة بأفخر أنواع الحبر,ستبقى حبيسة حقائب مؤتمرهم وأدراج أجنحتهم الفندقية الدافئة ,وقد لا يكون لها متسع كافي في بعض الحقائب, فهناك ما هو أهم ليحملوه عائدين الى بلدانهم, فهل يعقل أن تبقى الزوجات ينتظرن العطور الثمينة ومعاطف الفراء ولا يحضرونها,وكيف يمكنهم العودة بدون أفخر أنواع الشكولاتة كهدايا للأصدقاء ,إذاً هم محقون فقد تم تسجيل وبث تلك القرارات على الفضائيات وتصدر الكثير منها صفحات الجرائد , وقامت كاميرات المصورين بالمهمة على أكمل وجه , والتقطت أجمل الصور للبدل وربطات العنق ذات الماركات العالمية ,وبالتالي هنيئا لك يا سلة المهملات بكل تلك القرارات والتوصيات هنيئاً لك بكل تلك الأحلام التي تراءت لحوالي مليار جائع في هذا الكون , فها هي قمة الجياع أصبحت تشبه الجنين الميت في رحم أمة ,فلا هو مولود لنفرح به ولا هو مجهض نحزن لأجله ,ماتت ودفنت داخل جدران ذلك المؤتمر .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة