أحزاب المعارضة .. مش حَتقدر تغمّض عينيك
احمد ابوخليل
22-11-2009 04:14 AM
لأكثر من مرة جرى تأجيل مؤتمر مقاومة التطبيع بسبب خلافات داخل لجنة تنسيق أحزاب المعارضة. وهي لجنة تمارس فيها الأحزاب صراعاً داخلياً يندرج في سياق "المهارة التي لا تفيد أحداً", حيث تتوفر شتى أشكال النكايات بين الأطراف, ويتحدى الأمناء العامون بعضهم في إفشال أو إنجاح النشاطات, والحزب القوي قد "يحلق" للحزب الضعيف حيناً وقد يأخذ بيده حيناً آخر.
جبهة العمل الاسلامي هي الحزب الأكبر في اللجنة, وهو ما يمكّنها من التحكم بما يسمى "وتيرة" النشاط السياسي, فهذه الوتيرة تنخفض وتعلو بحسب الرغبة, فإذا كان حزب الجبهة متحمساً لنشاط ما فبمقدوره أن يشرك من يريد ويبعد من يريد, وإذا لم يتحمس لنشاط آخر, فإن المبرر موجود: إن القرار للجنة التنسيق ولا نريد أن ننفرد! وإذا كان نتيجة النشاط متواضعة فالسبب جاهز: إن المسؤولية مشتركة.
أحزاب المعارضة الأخرى (القومي واليسارية) من جهتها ضعيفة ولا تمكّنها قوتها الذاتية من النشاط الخاص. وهي أيضاً تختار المبرر المناسب في الوقت المناسب: الاسلاميون ينفردون, الاسلاميون لا يريدون, الاسلاميون يجيرون لصالحهم.. الخ. إن هذه الأحزاب لا تزال أسيرة لتاريخ فكرة الحزب الطليعي أو الحزب القائد.
كل هذه الممارسات تبقى مفهومة ما دامت محصورة في دائرة العلاقات داخل اللجنة, فلا يوجد ما يمنع أحد من التسلية! لكن اللعب بقضية مقاومة التطبيع أمر مقلق ومحزن وربما مخزٍ أيضاً. إنها قضية شعبية كبرى سواء بوجود الأحزاب أو بعدمه.
إن جرأة أحزاب المعارضة على التعامل مع هذه القضية كما لو أنها شأناً تنظيمياً فصائلياً داخل لجنة تنسيقها, أمر يطرح عليها سؤال الأخلاق قبل سؤال السياسة.0
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
العرب اليوم