لبنان وشعب لبنان ، وتلك الدولة الناعمة الذي امتاز شعبها بالوعي والمعرفة والانفتاح تنتفض على نفسها وترفض كل مضاهرالفساد والمحاصصة السياسية والكنتونات التي عاشها لبنان منذ الحرب الاهلية ، واسفرت عن تراجع هذه الدولة المتقدمة عن دورها الاساسي سياسيا واقتصاديا , وحوصر شعبها بافكار وتوجهات سياسية جعلهم يتقوقعون على انفسم طوال ما يزيد عن 40 سنة ، مما تركها عرضة للتطاول من كل من يريد التوسع على حسابها ,
سويسرا العرب تنتفض اليوم ، بعد ان همش شعبها الوعي الراقي واستبيحت مواردها العظيمة لصالح متكسبين وبصيغ سياسية كرتونية وعلى حساب الشعب الكبير الذي وجد نفسه بلا كهرباء ولا ماء , ووسط اكوام القمامة ,, واسر تمد يدها لحاويات القمامة وبواقع اقتصادي ثري على حفنة السلطة الحاكمة وشحيحة على افراد الشعب باكمله. ،, لبنان وبيروتها التاريخية وبقيت مدن لبنان الشامخ شكت وصرخت وتعالى صوتها , تخرج اليوم ليس للمطالبة بالتحسن الاقتصادي والعدالة الاجتماعية , أو بتحقيق ورقة الحكومة الاقتصادية رغم اغراءاتها , بل تغير الواقع السياسي الذي يمثل كابوس النهوض اللبناني ونموه وتطوره واستعادة وجوده كما هو مطلوب . الشعب رفض ويرفض كل الارهاصات الاقتصادية التي تقدمت بها الحكومة , لتخرج قوى الشعب فلاحين وعمال ومتقاعدين واساتذة وقوى مصرفية واقتصادية , تنادي بانهاء اشكال الفساد والنهب وعدم المساواة التي يتصدرها اصحاب النفوذ والقوى فيكشفون بذلك حقيقة الواقع اللبناني ومدى خسارة لبنان من هذا الواقع السياسي الذي وجده القائمين عليه الوضع الامثل للمحافظة على مصالحهم ,ولتكون هذه الثورة بمثابة انذار وتحفيز لكل قوى الشعوب العربية مما ستؤول اليه الاوضاع من السكون والسكوت والاستسلام .
اللبنانييون اعلنوا ثورة جديدة كثورات السودان وتونس ومصر والجزائر , لعودة حكم الشعب وانهاء حكم مصاصي الدماء واصحاب المطامع التي لا تنتهي .
الشعب الذي يتساءل عن خطة الحكومة المغرية لماذا لم تنفذ سابقا , رغم مطالب الشعب مرات ومرات , افليس في ذلك مدعاة لرحيل الحكومة التي كانت ترى العائلات الفقيرة والشباب العاطل عن العمل . دون ان تحرك ساكنا. .
اللبنانيون الناعمون يتحولون بليلة وضوحاها الى انياب اسود تريد تغيير الواقع ووضع نفسها على بداية طريق النور والخير , فاذا ساهم اللبنانيون باعمار وتطوير دولة تعيش في منحنى التقدم فان بيروت وطرابلس وصور والنبطية اولى بهذا الجهد والتعب والوفاء .
لبنان الهادئة تتحول الى زئير اسود ولن تقبل غير التغيير , وما على المسؤولين الا الاستجابة لهيجان الشعب وتغيير نمط الادارة السياسية والعودة للشراكة بين افراد الشعب لمصلحة لبنان العليا وكفى لبنان انينا.