وقفة جادة لمواجهة القيم الدخيلة على المجتمع الأردني ..
د.حسين الخزاعي
21-11-2009 09:15 PM
تتفق العلوم الاجتماعية والتربوية على ان العادات السلوكية تنطلق من منظومة متكاملة تجمع بين الدين والاخلاق والقيم والعادات والتقاليد وهي التي تحدد السلوكيات التي يجب ان نتمسك بها ونتزين بها في المجتمع ، وعدم تجاوز منطلقات هذه المنظومة الدينية والقيمية والتطاول عليها ومخالفتها والتباهي في اتباع قيم جديدة لا تناسب العادات والتقاليد والاعراف والدين والقيم العربية الاصيلة . ويجب على الجميع التذكير بها والتأكيد على ممارستها والتحلي بها لانها تتعلق في التكاتف والتعاضد والتسامح والتعاون والمساواة والصداقة والأخوة والصفاء والايثار والمشاركة والوسطية والإعتدال والمحبة والتآخي وتنمية الوعي الوطني والاحترام المتبادل في الراي والسلوك ونبذ العنف والتعصب الجهوي وتنظيم العلاقات الانسانية والتفاعل بين افراد المجتمع يجب ان يستند على هذه المنظومة القيمية السلوكية .
لا يختلف اثنان على ان التغيرات المتسارعة (الاجتماعية، التكنولوجية، الاقتصادية، المعلوماتية) لها دور في التأثير على المجتمع الذي أصبح يُقبل دون وعي على ممارسة سلوكات وأنماط قيم دخيلة على المجتمع من ابرزها التباهي الكاذب يعني بلا قافية " الكبره على خازوق " ،الفردية والانانية والمصلحة الشخصية ، جوع المناصب ، الافتخار والاعتزاز بالكذب والنفاق وشهادة الزور ، عدم الواقعية ، وتقليد الغرب في اللباس يعني " البطلونات الساحله والكاحلة " والكلام المنجلز والغذاء التيك اوي ، اللامبالاه وعدم الاكتراث والاهتمام بشؤون وقضايا المجتمع ، العزلة داخل المنزل وعدم التفاعل مع الاسرة والجيران والمجتمع ، المشاركة في المشاجرات والطوشات بدلا من اصلاح ذات البين ، والتعلق في التكنولوجيا واعتبارها مصدرا مهما من مصادر القيم والسلوك والتي ستؤدي في ظل عدم متابعة الاسرة لابنائها ، وفي ظل تحول العالم الى شاشة حاسوب صغيرة ، وفي ظل تنامي وتزايد عدد المواقع الالكترونية مجهولة المصادر والمعلومات والافلام والبرامج ، فان الفرصة تصبح خصبة لتبني الابناء للقيم الدخيلة على المجتمع .
لذا فاننا نؤكد على التنشئة الاجتماعية الصالحة داخل الأسرة ، ونؤكد على ان الاسره والمدرسة والجار والجد واماكن العبادة والجامعه هي مصدر القيم والسلوك المفضل في المجتمع ، نؤكد على التوعية الكافية وتحصين الابناء من القيم الدخيلة ومواجهة محاولات اثارة النعرات والولاءات الضيقة والمشاركة في المشاجرات والاعتداء على رجال الامن ، هذه قيم دخيلة تحاول المساس بالثوابت الوطنية والنيل من وحدة المجتمع وامنة وسلامته واستقراره وتؤثر ممارستها على عادات وتقاليد المجتمع النبيلة .
مسك الكلام ،،،، القيم السلبية الدخيلة على المجتمع بحاجة الى وقفة جادة وفاعلة لمواجهتها قبل ان تستفحل وتستشري ويصعب اقتلاعها وتهيئ لقدوم جيل يتعلق في هذه القيم ويتعلق في التكنولوجيا ويعيش على هامش المجتمع والتاريخ والجغرافيا والدين والعادات والتقاليد وينظر الى القيم الاصيلة التي نمارسها دقة قديمة .
الكاتب د . حسين الخزاعي : استاذ مشارك – تخصص علم اجتماع – جامعة البلقاء التطبيقية
Ohok1960@yahoo.com