العالم الكيميائي الفرد نوبل صاحب جائزة نوبل للسلام كانت وصيته أن يتركوه بعد إعلان وفاته بضعة أيام في كفن بلا غطاء فقد يصحو من موته .. لاحتمال أن يكون الطبيب قد اخطأ في تشخيص الوفاة . تذكرت هذه الوصية عندما قرأت مؤخرا إحصائية اميركية رسمية تقول أن نسبة الذين يموتون أحياء تصل إلى 1 % ، أي أن الاطباء قرروا أنهم ماتوا ، ثم يفاجأ الناس بأنهم أحياء وأنهم نهضوا من نعشهم أو فراشهم أو قبورهم .. منهم من يفلح في الخروج مستخدما شتى الوسائل كالصراخ والضرب والحركة ، ومنهم من لم يفلح في الخروج ، ولعلي هنا أيضا أتذكر الفيلسوف دونوس الذي ملأ الدنيا صراخا وضرباً بالقبر وعندما سمعوه وحاولوا مساعدته وجدوه محطم الرأس واليدين ولم ينفعه صراخه وضربه وطلبه للمساعدة ومات متألماً بجراحه .
أما عندنا فبحدود علمي ومراجعتي للتقارير الإحصائية الصحية التي تصدر عن القطاعات الصحية المتعددة والمختلفة لا توجد إحصاءات شبيهه بهذه الإحصاءات الدقيقة والشفافة ، ولكن سمعت عن حالات شبيهة ولكنها نادرة جدا ، ولكن الشيء الذي وللأسف الشديد أتوقف عنده وجود جماعات تتقول على الموتى وتنسج الخيالات والحكايات والقصص حول الميت ، فتبدأ هذه الجماعات في بيوت العزاء تقول : كنت مع المرحوم ... المرحوم من اعز أصدقائي ... المرحوم كان دائما .... آخر مرة شاهدت المرحوم قال لي ..... وهكذا سواليف .
وبعد ،،، هناك فئة تتقول على الأحياء وتنسج الخيالات وتفبرك القصص والروايات وتشهد الزور طمعا في التقرب من مسؤول أو الحصول على مكافأة دنيوية " بعثة ، دوره ، ترفيع ، تقرير ممتاز ، وغض الطرف عن أخطاء وتجاوزات ، أو تسجيل موقف للمطالبة بسداده مستقبلا . ... لنتقي الله في الأحياء ، أما الأموات الذين ندعو بالرحمة فهم الذين يعرفون أن كان ما تقوله هذه الفئة صادقاً أم لا . فمن غيرهم يستطيع ذلك ....
أحلى الكلام ... شيء محبب أن نذكر محاسن موتانا عملا بالقاعدة الشرعية وليكن ذلك خالصاً نقياً ربما يشفع لصاحبه المتوفى أن يستوي في مرقده وليس تزلفاً في غير موضعه ، فإذا لم نجد ما نقوله في الحق ، فلنجلس في صمت وخشوع .... وعظم الله أجركم .
Ohok_90@yahoo.com