دولة الرئيس الأكرم؛ انا مواطن كادح ولكنني ناجح؛ أكملت دراستي الثانوية وأنهيت مرحلتي الجامعية، تقدمت لديوان الخدمة المدنية، وبعد اشهر من حياتي الروتينية وفقداني لأي فرصة حكومية، قررت العمل في شركة عادية بوظيفة تقليدية بعيداً عن شهادتي الجامعية؛ أرهقني انخفاض الراتب وارتفاع الواجب، فإلتزامات معيشية ثقيلة وأجرة شهرية قليلة؛ قررت خوض تجربة عائلية والدخول في قفص الزوجية، أدركت حجم المسؤولية واقترنت بفتاة عملية، ولكن حاجاتي تخطت توقعاتي المستقبلية!
عملت بوظيفة نهارية وأخرى ليلية لسد التزاماتي اليومية، ولكن دون جدوى حقيقية فالالتزامات كانت فوق طاقتي النفسية وقدرتي الجسدية، لجأت للبنوك مقترضاً فساءت الامور حالاً؛ انجبت طفلي الأول راجياً الأفضل، مؤمناً بالوطن الأجمل والدعم الحكومي الأمثل، ولكن معيشتي كانت إلى الأسفل!
دولة الرئيس الأكرم؛ لا اريد ان أكون وزيراً ولكنني ارفض وصف حالي فقيراً؛ لا تعنيني كثرة الاجتماعات الحكومية ولا قوة التصريحات الوزارية، لا اعلم كثيراً عن الموازنات والمكافآت؛ الاحتياطيات والاستثناءات؛ ولكني ادعوكم لدعمي في بعض الاحتياجات من تحسين في الخدمات وزيادةٍ في الإيرادات فرواتبُ محدودة وخدماتٌ مقصورة؛ طلباتٌ متزايدة وحقائقُ صادمة.
ان إصلاحاً شاملاً عادلاً يستوجب ان تكون مدارس معان كمدارس عمان، ومن المدارس الحكومية كالأهلية، من المستشفيات العامة كالخاصة، من استحداث مشاريع سكنية وتنموية على أساس سليم؛ من اعادة هيكلة الرواتب وفق أساس قويم؛ من تحقيقِ التشاركية بين القطاع الخاص والعام على أساس حكيم؛ ليكون الوطن في موقعٍ عظيم والمواطنُ في عيشٍ كريم.