الدكتورة بثينة شعبان: "كرامة متساوية لجميع الشعوب"
يوسف عبدالله محمود
19-10-2019 03:51 PM
الدكتورة بثينة شعبان كاتبة سورية وسياسية متألقة يشغلها الهم العربي اكثر ما يشغلها.
في كتابها "مأزق التدخل الأمريكي وإمكانات الفعل العربي" تدعو الى "تبني رؤية تعتمد على مبدأ العدالة والسلام والكرامة المتساوية لجميع الشعوب". (المرجع السابق ص 279).
في كتابها تدعو بثينة شعبان قادة أمريكا التفكير في فكر وسيرة غاندي بطل استقلال الهند، تدعوهم الى "التعلم من قائد روحي وسياسي علم البشرية دروساً خلاّقة في النضال من أجل المساواة في الحرية والديمقراطية والعدالة والكرامة لجميع البشر بغض النظر عن اللون والدين والجنس واللغة". (ص 279)
تدعو هذه الكاتبة الى استبعاد "ثقافة الكراهية" التي تحرص "الامبريالية" على تلقينها لمواطنيها تحت ذريعة المحافظ على "الأمن القومي"!
تستنكر بثينة شعبان الحملة المسعورة التي تستهدف العرب والمسلمين لتطال الهوية واللغة والتاريخ والقيم الانسانية.
في مقدمة كتابها تدين بثينة شعبان الاقلام العربية التي "خسرت الرهان مع ذاتها، وتلك التي فقدت احترامها لذاتها وهويتها".
وفي نظرها ان الاكتفاء بالمطالبة بدعم الحق العربي غير كافية اذا لم يتبعها وضع الخطط الكفيلة "بتحويل المواقف الاخلاقية التي قد يعبر عنها البعض في غرف مغلقة الى مواقف عملية يجهرون بها ويعملون على مساندتها بالقول والفعل". (ص 19)
"قبل توجيه اللوم للآخرين لأنهم مقصرون بحق العرب والعروبة علينا ان نسأل انفسنا نحن ماذا فعلنا حقاً من اجل قضيتنا؟ كم تعبنا وسهرنا وعملنا وخططنا؟
في كتابها تنتقد الدكتورة بثينة شعبان الواقع العربي العاجز عن "انتاج المعرفة". وهنا تذكر احد اسباب عدم انتاج هذه المعرفة وهو "تراجع الجامعات من مراكز بحثية الى مدارس تلقينية لا دور لها في انتاج الفكر والفلسفة والابحاث الابداعية". (ص 69)
في عالمنا العربي نتناسى ونتجاهل كمسؤولين عرب "ان التأريخ والارشفة ورصد الحدث وتذكير العالم به فنياً وأدبياً وسياسياً هو جزء لا يتجزأ من هوية التاريخ". (ص 69)
في كتابها تنتقد بثينة شعبان غياب الشفافية عن الساحة العالمية: "إن اهم ما يميز عالم اليوم هو ان الشفافية ضرورة وليست ترفاً لأن الجميع يعي جوهر الأمور رغم كل الالتفاتات الاعلامية او محاولات التضليل". وهنا تستشهد بالمثل العربي القائل "ان ما يخرج من القلب يدخل في القلب وما يخرج من اللسان لا يتعدى الآذان". (ص 231)
يبقى ان اقول ان ما ذكرته الدكتورة بثينة شعبان عن الواقع العربي الراهن صحيح تماماً فالتشرذم والخلافات العربية/ العربية وغياب الاجماع العربي حول اهم القضايا العربية وهي القضية الفلسطينية يشير الى "عقوق" سيحاسبنا عليه التاريخ يوماً ما.