قبل أيام قليلة شاهدت على شاشة التلفزيون الاسرائيلي وفي مدرسة إسرائيلية طلاباً يُنشدون: فلتشل ساعدي ولتقطع يميني إن نسيتك يا أورشليم.. ولنهر الأردن ضفتان هذه لنا وكذلك الاخرى..!
المشهد الاسرائيلي شاهدته قبل أكثر من عشرين عاما ومن رئيس إسرائيلي يزعم انه من الحمائم وفي احتفال لاستقبال مهاجرين يهود فرنسيين من جملة ما قاله لهم: «بناء إسرائيل لم يكتمل فهي بلا حدود والهجرة متعثرة وكذلك الاستيطان..»!
تصريحات شمعون بيرس لا يمكن وضعها في باب ما يسمى زلات لسان او الخرف الذي يصدر عن السياسيين العجائز في العالم.. فالرجل قد تجاوز الثمانين في حينه.. لكنه يعني ما يقول فهو شخصية سياسية معروفة رؤيته عن المستقبل السياسي لبلده واضحة فوق ذلك فهو من البناة الاوائل للدولة العبرية تماما أمثال بن غوريون وجولدا مائير ورابين وشامير وشارون في المشهد السياسي الاسرائيلي منذ قيامها وحتى الآن..
وليس غريباً أن يقول بيرس مثل ذلك فيداه ملوثتان بالدماء الفلسطينية واللبنانية: باطفال لبنانيين في بلدة قانا اللبنانية العام 1996 عندما كان رئيسا للوزراء وأمر بشن عملية «عناقيد الغضب» ضد المقاومة الوطنية اللبنانية..
كما أن يدي بيرس ملوثة ايضاً بالدم الفلسطيني في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة وحتى في داخل فلسطين المحتلة العام 1948.
إنها الحقيقة الكاملة والحالكة عن إسرائيل المتوحشة والتي يكشفها العالم كله كل يوم بل كل ساعة.. فقد أدار شمعون بيرس ظهره لحل الدولتين: الأولى فلسطينية والثانية إسرائيلية على أرض فلسطين التاريخية ومن خلال مؤتمر سلام دعا اليه الرئيس الأميركي بوش الأب.. كما أدار رئيس الوزراء الإسرائيلي بيرس للمبادرة العربية للسلام الداعية إلى حل الصراع العربي الاسرائيلي وفق قرارات الشرعية الدولية وانسحاب اسرائيل الى حدود 1967 مع التأكيد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين واقامة الدولة الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة... إنه الصلف الإسرائيلي.
Odehodeh1967@gmail.com
الرأي