بس .. ارحمـــــــــــــونا!!
محمود الداوود
24-05-2007 03:00 AM
*صرخة امرأة فلسطينية من (نهر البارد): بس.... ارحمـــــــــــــونا!!
*نعم لفرض سلطة جيش لبنان لبسط سيادة الدولة... ولكن!!
صرخت امرأة فلسطينية وهي تجلس في المقعد الخلفي لسيارة العائلة وهي تهم بالهروب من جحيم الحرب المستعرة في مخيم نهر البارد شمال لبنان، صرخت وهي تقول لمذيع قناة الجزيرة: (خوف.. رعب.. قتل.. جوع.. نريد أن نأكل ونطعم أولادنا (وكانت تحمل طفلها بين ذراعيها) ثم صرخت والسيارة مسرعة: ارحمونا.. ارحمونا.. بس ارحمونا)!!
هذه هي الصورة التي كانت عليها ساحة القتال في نهر البارد في شمال لبنان في الحرب القائمة بين أفراد ما يسمى بـ(فتح الإسلام) وبين الجيش اللبناني.
وكلنا يعرف أن جماعة فتح الإسلام جماعة مشبوهة، لها أفكار تكفيرية، وقد حاولت البقاء في عدة مخيمات فلسطينية قبل أن يستقر بها الحال في مخيم نهر البارد بعد أن لفظها كل الفلسطينيون لأنها دخيلة في أفكارها وعناصرها.. ووجدت في نهر البارد المأوى بين أناس أبرياء لا حول لهم ولا قوة.. ولما تنامت هذه القوة أصبح لا بد من اجتثاثها والقضاء عليها، لأنها تساهم في تخريب الوضع الأمني في لبنان، بل إنها قد تصبح (قاعدة) لقاعدة ابن لادن التي صارت تتوزع في عدة دول عربية، لتعيث فيها فسادا وخرابا وتدميرا وتوزع الفتن باسم الإسلام وبحجج واهية!
إن من حق الجيش اللبناني بسط سيطرته على كامل لبنان من الشمال إلى الجنوب وعدم السماح بقيام دويلات داخل الدولة اللبنانية.. ولكن!! هل يتم ذلك على حساب الأبرياء؟ إن العشرات من الأبرياء سقطوا قتلى وأعداد كثيرة أخرى سقطت جرحى داخل مخيم مزدحم بالسكان.. والمشكلة أن أي قذيفة تسقط في المخيم تأخذ معها من أبناء الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره..
إن الأقدار ساقت أبناء هذا الشعب الفلسطيني إلى الوقوع في أكثر من فخ وأكثر من مرة.. فالآخرون يتقاتلون وهو الذي (يذهب بين الرجلين)- كما يقال- إذن لا بد من تامين خروج آمن للفلسطينيين أبناء المخيم قبل محاولة اقتحام أو قصف المخيم، ولا بد أيضا من تعاون كل القوى اللبنانية والفلسطينية لإخراج ما يسمى بفتح الإسلام من بين المنازل في نهر البارد حماية للأبرياء.. كما لا بد بعد انتهاء هذه الأزمة من البحث الجاد في وضع المخيمات الفلسطينية في لبنان بل يجب إدماج أبناء الشعب الفلسطيني في الحياة اليومية اللبنانية بشكل جيد دون الحاجة إلى توطينهم أو ما إلى غير ذلك.. لكن يجب أن يشعر الفلسطيني بلبنان أن له كيان ووجودا وانه يحظى بظروف معيشية أفضل.. ولا بد من إحكام السيطرة على الحدود والمداخل الرسمية وغير الرسمية لمنع تسرب أي عناصر مشبوهة إلى داخل لبنان.. وإلا فكيف دخل هؤلاء للمخيم ومن أين جاءوا بالأسلحة؟
وللتذكير فان قائد هذه الجماعة هو شاكر العبسي المحكوم بالإعدام في الأردن منذ عام 2003 وعليه أكثر من تهمة، وهو منشق عن فتح الانتفاضة منذ عام 2005.. وتحوم حوله العديد من الشبهات بانتمائه إلى (القاعدة) أو على الأقل له أفكار تتطابق مع فكر القاعدة.
وعلينا أن نعلم أن أعضاء فتح الإسلام ليسوا فلسطينيين بالكامل بل بعضهم فلسطيني وغالبيتهم من جنسيات عربية أخرى منهم سوريين وسعوديين وعراقيين ومغاربة وربما دول أخرى.. وقد ألقت السلطات اللبنانية القبض على بعضهم وأصبحت أوراق هذه الجماعة مكشوفة، ولا بد من تجريدها من أدواتها التي تبث من خلالها فتنتها على الساحة اللبنانية وربما كان لها امتداد خارجي، وقد يكونون نواة لتصدير (الإرهابيين) إلى العراق أيضا!!