من وثائق صحيفة أم القرى السعودية
محمد يونس العبادي
16-10-2019 11:14 PM
تضعنا صحيفة أم القرى في عددها الصادر بتاريخ 25 تموز لعام 1948م، في أجواء زيارة قام بها جلالة الملك عبدالله الأول ابن الحسين إلى المملكة العربية السعودية.
وتكتب تحت عنوان "أهلا وسهلاً وحي وهلا بعاهل الأردن الهاشمي ومرحباً بعميد البيت الهاشمي"، قائلة: " يوم يتعانق الملكان ملك المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية، يوم له ما قبله، وما بعده، فيه يفرح المسلمون والعرب بجمع كلمتهم ولم شملهم وفيه يشعر أخصامهم بالخيبة والخسران.
وهذه الوثيقة الهامة في تاريخ العلاقات الأردنية السعودية، تمضي بشرح أجواء الزيارة الهامة، التي جاءت عقب نكبة فلسطين، ومساعي البلدين (آنذاك) إلى تعزيز الحضور العربي، وبما أسس لعلاقات راسخة حتى اليوم بين البلدين.
وتشرح الصحيفة بالقول "ليس بدعاً أن يرى العالم هذا التآخي بين الملكين، وأخلق به وأنعم به وأكرم أن يكون هذا اليوم يوماً من أيام العرب .. فما عبدالله وعبدالعزيز إلا ابنا أولئك الذين سنوا للبشرية مكارم الأخلاق، فمنحوا هبات من
دروس مكارم الأخلاق لا ينضب معينها ولا ينفد موجودها".
وتمضي الصحيفة بذكر ما يجمع البلدين من تآخٍ، كان له ما بعده في تعزيز علاقتيهما، بقولها " فأهلاً وسهلاً ومرحبا بالضيف العظيم، وستلقى يا عاهل الأردن ويا عميد بني هاشم كل شغر باسم وكل قلب مرحب بهذه الزيارة الميمونة التي سيعقبها بحول الله وقوته تأييد الأواصر وجمع القلوب لما فيه مصلحة الأمة العربية والاسلامية".
ونقلت الصحيفة برنامج الزيارة بدءاً من مطار المفرق وصولاً إلى مطار جدة ومراسم الاستقبال التي جرت للملك المؤسس، وزيارته إلى الرياض، حيث أقيم حفل استعراض خاص بالملك عبدالله الأول، من قبل الملك عبدالعزيز.
وتذكر الصحيفة أن الوفد الأردني تكون من وزير العدلية، وقائد الجيش العربي عبدالقادر الجندي، والطبيب الخاص شوكت الساطي، ومثقال الفايز، وهزاع المجالي وعدد من المرافقين.
إن أهمية هذه الوثائق في أنها تسرد التحولات التي مرت بها العلاقة الأردنية السعودية، والتي جاءت في لحظة حاسمة في تاريخ الأمة، وتظهر كيفية تأسيس هذه العلاقات في لحظات حاسمة.
ولا شك أن عدداً كبيراً من صحفنا يشرح الكثير من إرث البلدين ويستحق أن يجمع ويعاد نشره ..