وأنا أقرأ أخبار التكنولوجيا وتدفق العلوم والتقنية في الغرب، اتأكد حينها من اعتقادي بأننا قعر هذا السيل الدافق، الذي تتجمع فيه الطمم والسموم وتركد فيه العلب الفارغة القديمة ونكتفي نحن ساكني القيعان بالتشردق بالقمامة.
أقطع يدي ان لم تطالعنا اليابان أو شقيقتها الصين بمواطن محسن جينيا، انا أصلا نفسي ان تخرج نسخة يابانية مني، وان يتم فرمتة دماغي السكراب الى دماغ دقيق منظم بحجم فلاش ميموري وحينها.. اول ما سأفعله البحث عن تأمين شامل وأبدي على دماغي الجديد..
أريد دماغا ينسى أرقام وحجم الانفاق في عالمنا العربي على الفساد بأشكاله، وأنواعه وحجم التفسد الذي ربما نافس في حجمه التسلح.. ما يأتي في موازنات الحكومات العربية بند الانفاق على الفساد تحت بند الصحة والتعليم..
ما عليكم امخبا فقد بدأت علي بعض اعراض الفساد ، فعندما أستلم بريدي كل مرة أسأل الموظف في الاستقبال وهو يناولني المغلفات : آه.. بشر ما في رشوة بالك؟ الحلوان إلك وعد!!، لكنه اعتاد سؤالي ويخبرني : ما غيرهن.. طحشت كتب ومجلات!!.
اول وآخر رشوة كانت في حياتي المهنية كانت عبارة عن : مقشة ، وقد كانت مناسبتها، مقال باسم اكبر من المقشة كنت قد كتبته قبل ثلاث مقشات أقصد أعوام..وأنا مستعدة للاعتراف بهذه الرشوة..
اما قلبي الذي أود من الصانع الياباني ان يخترع لي قلب بلاستيك او كاوشوك ، بحيث لا يدلف حزنا كلما رأى طفلا باكيا، ويتضور وجعا كلما هب في الشرق رياح التغبير وغطتنا سحب تكالب الأمم و طاف بنا تسونامي الفقر وقلة الحيلة.
أريد من الصانع الياباني ان يأتيني بجينات محسنة لعيون يابانية صغيرة مستدقة، بحيث لا تتسع لقراءة الأخبار والهموم في الصحف والشاشات، أريد منه عينين تطيلان النوم ومزودتين بفلتر واقي للأحلام والكوابيس التي يعيدها مدير برامج كوابيسي عشرات المرات، مللت كابوس الرجل المناسف في المكان المناسب، وكابوس ألف باء الفساد...
ودمي الموسوم بالعروبة أيها الصانع الياباني، أريده ان يصبح دما أزرق باردا، فما ذبحتنا غير الحمية العربية والنخوة السريعة التحضير..
بالله عليك ايها الياباني استعجل التحسين الجيني ولا تبارح مختبرك إلا بجينات جديدة، فجيناتي العربية تخنقني من كل الجهات.. وان كانت جيناتك المحسنة أوسع من عالمي العربي فلا بأس من ضابان!!.
Hindcolors@yahoo.com
الراي.