"إسرائيل" تهدم "العراقيب" للمرة الـ 163
16-10-2019 10:22 AM
عمون - هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، امس الثلاثاء، قرية العراقيب الفلسطينية مسلوبة الاعتراف في النقب المحتل (جنوبي فلسطين المحتلة)، للمرة الـ 163 تواليًا.
ونقلت وكالة قدس برس عن مصادر محلية في العراقيب، قولها: إن شرطة الاحتلال دهمت القرية، واعتقلت الشيخ صياح الطوري ونجله عزيز؛ قبل أن تهدم مساكنها وتترك السكان في العراء.
وقد هدمت سلطات الاحتلال العراقيب، للمرة 162، بتاريخ 26 أيلول (سبتمبر) الماضي، كما فرضت غرامات باهظة على أهالي العراقيب، واعتقلت عددًا منهم وعلى رأسهم شيخ العراقيب، صياح الطوري (69 عامًا) مرات عدة.
وكثف الاحتلال اقتحاماته للعراقيب وهدم مساكنها المتواضعة، في الآونة الأخيرة، لدفع الأهالي لليأس والإحباط ومغادرة أرضهم غير أنهم أكدوا صمودهم وعادوا إلى قريتهم بعد هدم مساكنها وأعادوا بناءها.
وتتوالى عمليات هدم "العراقيب" وغيرها من القرى الفلسطينية غير المعترف بها إسرائيليًّا، بدعوى إقامة منازلها بدون ترخيص على أراضٍ ملكيتها للدولة العبرية.
ويهدف الاحتلال إلى تهجير أهالي "العراقيب" عن أراضيهم الأصلية، ما يمهّد لاستغلالها في مشاريع استيطانية توسعية.
و"العراقيب" هي قرية فلسطينية تقع إلى الشمال من مدينة بئر السبع في صحراء النقب (جنوب فلسطين)، أقيمت للمرة الأولى في فترة الحكم العثماني، وتعد واحدة من 51 قرية عربية في النقب لا تعترف الحكومة الإسرائيلية بها.
عملت سلطات الاحتلال منذ عام 1951 على طرد سكانها، بهدف السيطرة على أراضيهم، عبر عمليات هدم واسعة للبيوت، في مسعى للسيطرة على الأراضي الشاسعة والتي تعادل ثلثي فلسطين التاريخية.
وتعرضت القرية للهدم الكامل من الجرافات الإسرائيلية بتاريخ 27 تموز/ يوليو 2010؛ حيث هدمت جميع منازلها وشردت المئات من سكانها، بدعوى البناء دون ترخيص.
فعاود سكان القرية بناءها من جديد، ليهدمها الاحتلال مرة بعد أخرى، كان آخرها اليوم، حيث هدم الخيم التي نصبها أهالي القرية، بديلا عن المنازل التي هدمها في المرات الماضية.
وأصبح صمود "العراقيب" رمزًا لمعركة إرادات يخوضها فلسطينيو الداخل المحتل، وخاصة في النقب من أجل البقاء والحفاظ على الأرض والهوية من سياسات التهويد.
ويعيش في صحراء النقب نحو 240 ألف عربي فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات بعضها مقام منذ مئات السنين.
ولا تعترف سلطات الاحتلال الإسرائيلية بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، وتحاول بكل الطرق والأساليب دفع العرب الفلسطينيين إلى اليأس والإحباط من أجل الاقتلاع والتهجير.