الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش
24-05-2007 03:00 AM
إذا كانت الأعياد الوطنية والقومية عند سائر الأمم والشعوب تشكل في مسيرة كل منها صفحة من صفحات التاريخ والأمجاد فإن يوم الجيش والثورة العربية الكبرى يشكل عندنا في الأردن سفرا من أسفار المجد والتاريخ لأن الجيش الأردني يشكل امتدادا لجيش الثورة العربية الكبرى التي قامت في سبيل وحدة العرب وصون كرامتهم فلا زال ثرى الأردن يذكر قرع حوافر خيول العرب الأشاوس الذين حملوا مشعل الحرية ونادوا بوحدة الأمة وبوجوب تخليصها من نير الاستعمار الغاشم فذكرى الثورة العربية ويوم الجيش تثير في نفوسنا الكثير من المعاني الطيبة التي تذكرنا بواجبنا نحو أولئك الأبطال الذين قدموا دماءهم وأرواحهم فداء لأمة العرب والإسلام سائرين على نهج الطاهرين م آل بيت رسول الله عليه السلام الذين قدموا أرواحهم ودماءهم على ثرى كربلاء الطاهرة لرفع كلمة لا اله إلا الله وإعلاء الحق.
فدماء حيدر والشهيد بكربلا ما كانتا عبثا ولا ذهبت سدى
بل إنها من أجل وحدة امة قد خصها الرحمن أعظم فرقدا
فتواكب الأحفاد خير مسيرة بيض الصنائع لا يهابون الردى
حتى كان لشريف مكة دوره بمسيرة لا زال ينقلها الصدى
قد جاء في وقت عصيب أمره لم يرضى أن يبقى لمكة سيدا
ما دام في أرض العروبة موطئ لمكابر والشعب فيه مقيدا
فالنظر لحال الأمة وما تعانيه من التمزق والفرقة وما حل بها من الضياع قد أدى إلى حالة من الهوان جعلت الدول الاستعمارية في سباق نحو الحصول على أكبر قدر من المكاسب على حساب الأمة ولهذا كله أعلن الحسين بن علي بن عون طيب الله ثراه نداءه للثورة في العاشر من حزيران عام 1916 من أرض مكة الطاهرة فتداعى لندائه كل الأحرار من أمة العرب من العراق والشام فانظم إليه أبناء الأردن عامة ملبين النداء فكان لعشائر الحويطات وبني صخر وأبناء معان والطفيلة والكرك والبلقاء واربد وأبناء هذا الوطن من جباله وسهوله وأغواره الذين ساروا في ركب الهاشميين من أجل الحرية والتحرر من نير الاستعمار فتحررت الأمة وزالت صروف الظلم وترسخت المبادئ التي قامت عليها الثورة العربية التي حمل مصابيحها أبناء الحسين بن علي ( علي وعبد الله وفيصل وزيد) فحملوا رسالة الثورة العربية الكبرى إلى الوطن الكبير في الأردن وسوريا والعراق
هم أحفاد هاشم كلهم قدر عليهم خطه رب الهدى.
فالثورة العربية الكبرى ليست حدثا عابرا بل هي مسيرة مستمرة من العمل على بلورة الثوابت الأساسية التي تم إرساؤها من وحدة وحرية وحياة أفضل لجميع العرب واستشهد في سبيلها الملك المؤسس عبد الله بن الحسين وغيره من شهداء بني هاشم.
ونحن إذ نحتفل بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا لا ننسى أبدا فضل المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي عمل كل جهده من أجل تحقيق أهداف الثورة والمحافظة عليها من أجل بناء الإنسان الأردني الأنموذج العربي الجديد الذي وصفه في غير مكان بأنه أغلى ما نملك.
فالأردن في عهده طيب الله ثراه قطع أشواطا كبيرة على طريق البناء والتطور والازدهار في شتى المجالات وفي هذه الذكرى المجيدة الغالية لا ننسى وقفات العز لجلالته طيب الله ثراه وجيشه المصطفوي في الدفاع عن حياض الأمة وحقها في الحياة.
ولا ننسى الدور الكبير الذي لعبه جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني الذي قاد المسيرة وسعى بالأردن نحو مدارج السمو والفخار فأصبح الأردن في عهده بلدا أنموذجا يضرب به المثل في التقدم والتطور في المنطقة.
وليحفظ الله مليكنا الشاب ويبقيه ذخرا للأمة ويرعاه ويسدد على طريق الخير خطاه ولتبقى رايات العزة خفاقة رايات ثورتنا العربية الكبرى.