خلال الفتره الماضيه وعلى مدار أكثر من شهر كان حديث الساعه هو المعلم وحقوقه ونقابه المعلمين ودورها في المطالبه بهذه الحقوق، وخفي عن المشهد النقابي الحديث عن جودة التعليم والأداء الوظيفي للمعلم والارتقاء بمستواه. تم اختزال المشهد بأن حصول المعلم على حقوقه الوظيفيه سينعكس بالضروره على ادائه في غرفة الصف.
في علم الإداره دائما ما يقال بان للعامل المادي دورا سلبيا على الرضا الوظيفي اذا كانت الرواتب قليله، ولكن في حال كانت الرواتب مرتفعه ليس بالضروره ان يرتفع معها الرضا الوظيفي وذلك لوجود عوامل كثيره تؤثر على ذلك.

ما يهمنا هنا الان هو الاداء الوظيفي للمعلمين في المدارس الحكوميه داخل الغرف الصفيه وتجويد خدمة التعليم، فإرتفاع عدد المدارس الخاصه و أعداد الطلبه في تلك المدارس يدل على ان الأهالي وخصوصا من يستطيع منهم توفير مبلغ من المال فوق حاجاتهم الضروريه من مأكل و مشرب يقومون بعكس هذه المبالغ الموفرة مباشرة الى التعليم الخاص وذلك بنقل ابنائهم من المدارس الحكوميه الى المدارس الخاصه ليس ترفا بل طلبا للحد الأدنى من الحق في التعليم.

واذا ما عسكنا الصورة فنجد أن سبب نقل الأهالي لأبنائهم من المدارس الخاصة الى الحكوميه هو بالضروره نتيجه عدم القدره على توفير الاقساط المدرسيه وليس نتيجه جودة التعليم في المدارس الحكوميه.

لوحظ مؤخرا في بعض المدارس الحكوميه وخصوصا في الصفوف المتقدمه تغيب العديد من الطلبة عن المدارس وتفضيل الذهاب الى المراكز الخاصة اما بسبب تشجيع مخفي من البعض أو لقناعة الطلبة أن المراكز الخاصة تقدم المعلومة بشكل أفضل . ورافق هذه الظاهرة عدم قدرة بعض المعليمن على ضبط الحصة الصفية بحجة عدم انضباط الطلاب.

وفي حالات تحدث عنها شهود عيان فإن بعض الأهالي قاموا بتقديم شكوى الى مدير المدرسة وبدوره طلب منهم التوجه الى التربية مبررا أن بعض المدراء ليس لديهم القدرة على ضبط تصرفات بعض المعلمين .

المطلوب الان من نقابه المعلمين ومن وزاره التربيه والتعليم تعزيز دور مدراء المدارس ، و وضع نظام رقابي على اداء المعلمين للتأكد بأن المعلم يقوم بواجبه تجاه الطلاب بالشكل المطلوب وعلى أعلى مستويات الاداء الوظيفي والمهني وان يلتزم بالدوام حسب الساعات المقررة.

ما تحقق في الاونه الاخيره من علاوات للمعلمين كان مبعث إرتياح بين طبقات الشعب المختلفه ولكن وكنوع من رد الجميل للمجتمع الذي وقف مع قضيه المعلم وحقوقه المطلوب الان أن يقدم المعلم الصورة النموذجية التي من خلالها من الممكن الارتقاء بمنظومة التعليم من خلال اداء يرتقي لسمعة المعلم التي عهدناها على الدوم .

وهنا لا بد من الإشادة بجميع المعلمين المستمرين في ادائهم العالي سواء قبل او بعد الزيادات، هؤلاء من يستحقون أن ترفع لهم القبعات. يريد المواطن الأردني الذي أرهقته الأقساط أن ينقل ابنائه من المدارس الخاصه الى الحكوميه ولكن بضمانات رفع جودة التعليم في تلك المدارس، وهذا مطلب شعبي.