الحلقة المفقودة ما بين رجال الامن العام والمواطن
د. بلال السكارنه العبادي
18-11-2009 02:24 PM
مازالت الحلقة المفقودة ما بين المواطن ورجل الامن مستمره والاعتداءات من مواطن غاضب على مقتل اخيه او صديقه او قرابته تتفاقم ، وما زالت اخطاء بعض افراد الشرطه غير المقبوله والتي اثارت اهلنا في حي الطفايله او مدينه معان الشامخة تنمو وتتزايد وان مسلسل الاخطاء نفسه يتكرر وتختلف الاسماء فقط سواء من المواطنين او افراد الشرطة ، وهذا بدوره قد اصبح يشكل إحراج لمتخذي القرار في مديرية الامن العام في كيفية التعامل مع هذه الاخطاء ومعالجتها في مثل هذه الحوادث هل المؤسسة التي يعمل بها او انتماء الفرد العشائري ودور العشيرة في التدخل ومحاولة تخفيف حدة الخطورة في مثل هذه المواقف او ان تدير مديرية الامن العام ظهرها لابناءها الذين ما ان ينفكوا في اداء واجب معين حتى يلتحقوا بأخر ، وبالتالي اصبح الامن العام يقوم بدور العشيرة والوجهاء والقيام باجراء العطوات والصلح.
وان ردة الفعل التي كثرت في الاونة الاخيرة وعلى بقاع واسعة من الوطن في بعض الاعتداءات على افراد الشرطة وعلى ممتلكاتهم واكواخهم سواء في معان او حي الطفايله وغيرها نتيجة لغضب من تصرفات لافراد الشرطة او ردة فعل لحالة اجراء تتطلب وجود الشرطة فيها لمعالجة واحد من المواقف السلبية والتصرفات الخاطئة للمواطنين او متابعة لقضية ما ، وترى هؤلاء المواطنين يقومون بالاعتداء على افراد الشرطة او حرق الاكواخ او السيارات التابعة لهم كنوع للاستنكار والاستقواء على الشرطة وكأنهم ليسوا ابناء الوطن وجزء من شرائحه ، خاصة ونحن نعرف ان كثير من افراد الشرطة عندما يعملون في منطقة ما لا يكونوا من نفس هذه المنطقة وبالتالي فهم يقطعوا مساحات شاسعة من الوطن ومئات الكيلو مترات تاركين اهلهم واولادهم لخدمة الوطن ومن ثم ياتي من يتطاول عليهم بالعصي والحجارة او استخدام الاسلحة النارية او قاذف الالعاب النارية لايذائهم .
ولهذا فان الوسائل والاساليب التي يتم فيها بالتعامل مع افراد الشرطة ما هو الا نوع من الغوغائية والهمجية في التصرف وحتى لو كانت هذه التصرفات تنطوي على ردة فعل لسلوك مخالف للقانون من قبل افراد الشرطة فان هنالك الكثير من الطرق لمعالجة بعض التصرفات الخاطئة لافراد الشرطة وخاصة ان مديرية الامن العام قد انشأت محكمة للشرطة لمعالجة مثل هذه المواقف والتصرفات السلبية ، ومن خلال الدوائر المختصة كمكتب الشكاوي وحقوق الانسان ودائرة الشؤون القانونية وغيرها لرصد الاخطاء ومعاقبة المسيء من افراد الشرطة حماية وحفاظا على حقوق المواطنين ودفعاً نحو عدم قيام العاملين في الامن العام باي سلوك من شأنه ان يؤثر على اداء مديرية الامن العام وان السياسة العامه لديها تقوم على عدم الاعتداء على المواطن بدون اي سبب ودورها في منع وقوع الجرائم واكتشافها والمحافظة على ارواح الناس وممتلكاتهم.
إن افراد الشرطة وبالرغم من الظروف التي يمرون بها في الشوارع العامه بكافة مدن المملكة من ضغوط العمل وسوء تصرف بعض المواطنين وغيرها من متاعب الحياة وحرارة شمس الصيف وبرد الشتاء الا انهم يؤدون واجبهم بتفاني واخلاص وحتى ان مديرية الامن العام قامت ببناء اكواخ للشرطة في اماكن التجمعات العامة والاسواق تسهيلاً على المواطنين وحرصاً على تقديم الخدمة السريعة والمباشرة لهم والوقوف على الحدث لحظة وقوعة والسيطرة علية ، ومع هذا نرى من يقوم بالاعتداء عليهم اثناء عملهم سواء كان اعتداء لفظي او مادي فانه لا يجوز ذلك وكل من يحاول القيام بمثل هذا الفعل لا بد ان يحاسب وفق الانظمة والقوانين ، وان لا يتم التهاون في مثل هذه القضايا حفاظاً على امن بلدنا الذي نعتز ونفتخر به وان كرامة اي شرطي من كرامة المواطن وكلنا تحت القانون في ظل سيادة القانون في بلدنا الغالي.
ونرى ان السياسة التدريبية للعاملين في الامن العام تنطوي على تاهيل افرادها وتنمية قدراتهم من خلال كافة الوحدات التدريبية الموجودة لديها في مجالات عده منها ما يتعلق بحقوق الانسان وكيفية التعامل مع المواطن وحتى تطبيق معايير الجودة الشاملة في تحسين مستوى الخدمات الامنية سواء ما نراها في دوائر الترخيص والسير والدوريات الخارجية والنجدة والتحقيق في الجرائم واكتشافها واعمال البحث الجنائي والحد من افات المخدرات وغيرها ، ولذا لا بد ان لا ننظر الا بعض التصرفات الخاطئه على انها سمه عامه نظلم من خلالها القائمين على هذه المؤسسات الامنية الناجحة وانه لا بد ان تتدخل هيئات ومؤسسات المجتمع المدني والجهات العشائرية وغيرها في الدفع نحو هدم الفجوة ما بين المواطن ورجال الامن العام ، ، وانه لا بد ان نقف يد واحدة مع مديرية الامن العام لمساعدتهم في توفير الامن والاستقرار وحماية أمن الوطن والمواطن .
bsakarneh@yahoo.com