هل يعيد التدخل التركي سوريا الى الجامعة العربية ؟
مأمون مساد
12-10-2019 11:41 AM
اختطلت الاوراق في الاقليم الملتهب في ساحة الصراع السوري الذي يدخل عامه الثامن ، ساحة صراع دولي مختلط الاهداف، ومتقلب المواقف ، وكأن الجميع استطاب لحم سوريا ويريد ان يدخل الى بازار التذوق المفتوح من دول كبرى وكيانات وتنظيمات مجهولة النسب ، وعلى جميع الجبهات السورية استطاعت إحداث التغييرات الديموغرافية وتوزيع مناطق النفوذ فيه ، فالعملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا تعيد العبث من جديد في وحدة الاراضي السورية ، ومسعى جديد لاستقطاع نفوذ على اراضيها يضاف الى الاقطاعات الامريكية ، والروسية والايرانية في سوريا الذبيحة على مسلخ الصراعات الدولية والاقليمية والداخلية .
التطورات الدراماتيكية في التدخل العسكري التركي في الشمال الشرقي من الاراضي السورية حملت حملات ادانة ومواقف متباينة عالميا وعربيا على حد سواء ، لكن اللافت يرتسم في الموقف العربي الذي دعا الى اجتماع طارئ للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب السبت في القاهرة لاستغلال الفرصة في مواجهة تركيا – اردوغان ، وتوجيه لكمة عربية موحدة له ، قد تتجاوز الادانة الى اعادة سوريا الى حضن الجامعة العربية واعادة اشغال مقعدها الشاغر منذ سنوات خصوصا ان هناك توافق في المحور الخليجي – المصري على ذلك خصوصا ان العديد من الدول اعادة فتح سفاراتها في دمشق في الاشهر الماضية ، وربما تتبلور الامور اكثر في زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى السعودية يوم الاثنين المقبل ، الذي قد يدخل على خط الوساطة بدعوة سوريا الى القمة العربية في اذار المقبل .
العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا تبدو مفتاح الحل ، ومسوغا ومبررا للدول العربية في تقريب موعد العودة ،والتصريحات العربية العديدة على اهمية سوريا ، ووحدة وسلامة اراضيها تؤشر على ذلك ، وهناك تخوفات عربية وعالمية ان عودة الازمة السورية الى مربعاتها الاولى وافرازاتها في تصدير الارهاب واللاجئين في كل اتجاهات المنطقة ، فالهزات الارتدادية قد تكون اعنف واقوى من العملية العسكرية ، وقد صرح أردوغان باستخدام ورقة اللاجئين السوريين واغراق اوروبا بهم، وهي ورقة مرعبة ليست لاوروبا فحسب بل والاقليم ايضا ، ولا تقل رعبا الى امتداد التنظيمات الارهابية وانتشارها في كل الجهات .
اذن السيناريوهات وبحسب كل المؤشرات مفتوحة في قادم الايام ، والتخوفات يمكن اجمالها في :- التغييرات الديمغرافية في سوريا باخراج الاكراد من مناطقهم واحلال اللاجئين السورين في تركيا مكانهم ضمن عملية غصن السلام ،خروج التنظيمات الارهابية وعودة نشاطها داخليا وخارجيا ، توسع النفوذ التركي في المنطقة ، وتوسع الاقتسام العالمي للاراضي السورية .
mamoonmassad@hotmail.com