الحضور والنجاح والإنجاز طرقات شاقة ومتعبة، أحيانا ً متعبة جداً بما يجعلك في منتصف الطريق قعيدا ً عن الأمل إن لم تمتلك الجرأة في الاستمرارية والقدرة على الثبات في الميدان. وفي ما يبدو صحيحا ً للأسف يقول أحد الفلاسفة أن النجاح غلطة لا يغفرها لك الناس.
يذكر مثل فرنسي بأن الذي لا يعمل لا يخطئ. فبماذا إذن ينشغل اللاعاملون؟.. انهم يضعون العصي في دواليب الراكضين، هي مهنتهم، وهي رغبة الإنسان التي تستولي عليه من الداخل فتقضي عليه. لكنك تتذكر أن لا شيء يأتي من لا شيء ، وحدهما الاشتغال والإصرار يصلان بك إلى الضفة الأخرى من النهر، إلى حلاوة العطاء ومذاق النجاح وسموّ التقدير.
هناك أكاذيب تتحمل وزرها الآذان أكثر مما يتحملها الفم. في مجال المهنة الواحدة أو العمل الواحد يكثر أعداء الكار، ويُعلم أن من النادر أن تتحول في الحياة المهنية الزمالات إلى صداقات حميمة ، بل تترعرع النميمة والدسائس والشائعات التي تبدو ممتعة للوسط الناقل وتحتاج لساذج ينقلها بين الناس مهما بدت غير معقولة. انها سياسة تفكيك النجاح وبث الشكوك في مزايا الخصم.
قـدِّر للنجاح أخطاء وأحزان وخسران، طريق يضيق ويتسع ولن تضلّ فيه إن تمسكت باحترام الذات واحترام الغير وتحمل مسؤولية كل فعل. النجاح آداب وأخلاق وضوابط ومقاييس وكل تجربة ناجحة جديرة بالتقدير وكل نموذج مثمر يستحق أن يعلو ويسطع ويلمع مهما أراد غربان الليل طمسه .
لا شيء سهل ولا شيء مؤكد على الأرض. لكنّ الساعين نحو القمة يدركون أن الطريق لهم. ولهم وحدهم أذكّر بما قال ابن تيمية: رضا الناس غاية لا تدرك وغير مطلوبة فلماذا تشغل بالك بما هو غير مدرك وغير مطلوب.
تخلق الأسطورة على مهل أيها المثابرون في الأرض، فقط لا تنشغلوا بالنظر أسفل منكم ، افعلوا كما كان يفعل تشرتشل.. إنه يجمع المطبوعات والرسائل التي تصله كل يوم، وفيها كثيراً مما يسبه ويذمه ، لكنه يضع هذه المطبوعات والجرائد بما فيها من محاولات لقتله نفسيّا ً، يضعها فوق بعضها ويقف فوقها ويقول: الآن ارتفعت درجة.
الراي.