سحقاً للموسيقى المقيتة التي تعزفها عقول صغيرة فتموج لها مدرجات كرة القدم، سحقاً للإسقاط السياسي على منازلة كروية، سحقا لكرة القدم إذا ما ارتهنت لهتافات غير حصيفة، لا وقت لها ولا زمان.
لا يمكن الحديث عن هتافات المباراة التي مسّت مشاعر الأشقاء الكويتيين، بعيدا عن سياق الإختلال الذي يعتري ذاكرة الأمة القصيرة، فيعيدها منسلخةً عن كل قيمة من قيم الأخوة والعروبة والدين.
”لن نقبل أن يمرّ الأردن بضائقة وضغوط ونقف موقف المتفرج" هذا ما قاله رئيس وزراء الكويت.
قال ذلك متكئاً على مواقف بلاده العروبية المبينة. لا تنتظر الكويت هتافا قبيحا لكي يثنيها عن الاستمرار في صوغ مواقف صادقة مع الأردن وغيره.
اعتقدنا أننا تجاوزنا محنة حرب الخليج وما تلاها، حتى خرج علينا الهتاف الصفيق، لينكأ جروحا في جبهة العرب نازفة، ولكأنهم جهلة في التاريخ وفي الإقتصاد إذ يغفلوا طوعا وكرها، عن مواقف الكويت والكويتيين، وعن استثمارات الكويت في الأردن التي تتجاوز 13 مليار دولار، عن كلمة حق في اميرها ونوابها وشيوخها وشعبها حين مشوا على جرحهم الأليم، وقرأوا جميعا، ولا تزر وازرة وزر أخرى، ونشيدا تعلموه أن بلاد العرب أوطانا وسكنا وامتدادا استراتيجيا، ولم يقامروا يوما في نفطهم، بل كان بناءاً لدولتهم، وزيادةً في دخل أهلهم، وقواعد قوية لبرلمان يداني مجلس العموم والكونغرس، في صلابته ومراقبته وتشريعه.
من هتف مسيئا للكويت اليوم في لقاء رياضي، إنما هتف ضد الوطن، وضد العروبة وضد القومية العربية وضد بُناتها، ومن ردد هتافا مقيتا، لم يزد على أنه طعن بلده في خاصرتها، وهو في كل الأحوال، جاهل بالكويت وجاهل بتاريخها الكبير.