هل استقرت جائزة نوبل للأداب؟
حسين دعسة
10-10-2019 04:51 PM
بعد أزمة لجنة الجائزة وفضائح مخلة بسمعة الأكاديمية السويدية..
ها عالمنا يقرأ نتيجة اهم جائزة إبداعية تعلن دون أي متابعة او ترجيحات.
عربيا لا أمل لأي عربي بالفوز لان عالم السرد بات اكبر من مجرد حكاية.
**
البولندية أولغا توكارتشوك تفوز بجائزة نوبل للأدب لعام 2018، وهي بالمناسبة الفائزة بجائزة بوكر العالمية للرواية لعام 2018 عن روايتها "الترحال".
فيما نالها عن عام 2019 النمساوي بيتر هاندكه صاحب "المرأة العسراء" و"خوف حارس المرمى من ضربة الجزاء"..
وكانت الأكاديمية التي تقرر منح جائزة نوبل للأدب، بشكل سنوي قالت إنها لن تعلن عن جائزة هذا العام بعد فضيحة طالتها.
المثير في نوبل للآداب ان، ما حدث اعتبر فرصة لكي تعلن الأكاديمية السويدية قصة الشبهات ولا تخاف من منعها أمام العالم عندما حجبت الجائزة عن عام ٢٠١٨ قبل سنة من الآن.
وتحملت لجان الجائزة تعرضها للانتقاد بسبب الطريقة التي تعاملت بها مع سوء سلوك المصور الفرنسي، جان-كلود أرنو، المتزوج من عضوة سابقة في هذا المعهد العريق الذي يرجع تاريخه إلى عام 1786.
وقد استقالت إثر ذلك، العضوة المعنية كما استقالت رئيسة الأكاديمية وأربعة أعضاء آخرين.
وقالت الأكاديمية وقتها إنها ستعلن الفائز بجائزة عام 2018 سويا مع الفائز في هذا العام 2019 وكانت مفاجأة النتيجة ان عام الرواية النوبلية ينحاز إلى الأعمال السردية المختلفة، وليس اثرها او عالمعا او حضارة كاتبها وقيمته العالمية. .
نتيجة عمل نوبل ولجنة الآداب، ما زالت متأثرة بالفضيحة الأكبر، أخلاقيات وادبيا التي تطال الجائزة منذ منحها لأول مرة في عام 1901.
وقد جادل بعض أعضاء الأكاديمية بأن الجائزة يجب أن تستمر لحماية التقاليد، لكن آخرين قالوا إن المؤسسة ليست مؤهلة في وضعها الحالي لمنح الجائزة الا ان تدخلات ولجان ومنظمات عالمية طوت الصفحة.
ومنذ بدأت الأكاديمية بمنح الجائزة، لم تمتنع عن منحها سوى مرة واحدة عام 1935، وقالت حينها إنها لم تجد من هو جدير بنيلها.
نار الإبداع و الأزمة؟
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تقدمت 18 سيدة بادعاءات تحرش جنسي ضد أرنو، مدفوعات بحملة "مي تو".
وقد وقعت عدة حوادث، بحسب تقارير، في عقارات تمتلكها الأكاديمية. ولكن أرنو ينفي تلك الادعاءات كلها.
ثم صوتت المنظمة ضد اقتراح بإلغاء عضوية زوجته، الشاعرة والكاتبة كاترينا فروستينسون، من لجنتها المكونة من 18 عضوا.
وقيل إن هذا القرار، وسط اتهامات بتعارض المصالح، وتسرب أسماء الفائزين، أدى إلى انقسام المنظمة، وأثار موجة من الاستقالات، من بينها استقالة فروستينسون، واستقالة رئيسة الأكاديمية، بروفيسور سارا دانيوس، بحيث لم يبق في اللجنة سوى 11 عضوا.
وأخذ أعضاء الأكاديمية ينتقدون بعضهم بعضا علانية. ووصف هوريس إنغدال، عضو الأكاديمية، بعض الاستقالات بأنها "دمل من الخاسرين"، ووصف البروفيسور دانيوس بأنها أسوأ رئيسة دائمة على الإطلاق.
أما مؤيدوها فيرون فيها مصلحة تكافح سلطة مؤسسة ذكورية. وعقب استقالاتها، نشر بعض الأعضاء، ومن بينهم وزير الثقافة السويدي، صورا لهم وهم يلبسون قمصانا محببة لدى دانيوس تضامنا معها.
ولا يجوز، من الناحية القانونية، استقالة الأعضاء من الأكاديمية، لأن مدة العضوية فيها مدى الحياة، لكنهم يستطيعون وقف مشاركتهم في أنشطة الأكاديمية.
ويقول العاهل السويدي، الملك كارل السادس عشر غوستاف، إنه سيغير تلك القواعد بشكل يسمح للأعضاء بالانسحاب من عضوية الأكاديمية رسميا.
وقد اتهم أرنو بالتحرش بولية العهد، الأميرة فيكتوريا في 2006، ولكنه ينفي التهمة.
بهدوء، منحت جائزتان للأدب بدلا من جائزة واحدة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا. على سبيل المثال، لم تمنح أي جائزة في عام 1936، ولكن جائزة ذلك العام مُنحت العام التالي للكاتب المسرحي الأمريكي يوجين أونيل.
وربما تكون حملة #MeToo، التي سلطت الضوء على انتشار التحرش الجنسي، قد لعبت دورًا في قرار الأكاديمية، لذا من الصعب على الفائزين المحتملين قبول الجائزة وسط الأزمة التي تعاني منها الأكاديمية، والتي قالت في بيان سابق إن سمعة جائزة نوبل للآداب تأثرت "بشكل كبير"، وتعهدت بتقديم خطة لاستعادة ثقة الرأي العام في المنظمة.
وقد شهدت السنوات الأخيرة حصول المغني الأمريكي، بوب ديلان، والكاتب والصحفي البيلاروسي، سفيتلانا أليكسيفيتش على الجائزة، بينما تشمل قائمة من حصل عليها، الكاتب النيجيري، وول سوينكا، والروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، والمنشق الروائي الروسي ألكسندر سولجنستين، والشاعر الهندي، رابيندارات طاغور، والروائي المصري نجيب محفوظ.
.. لقد اختلفت محددات وعالم الجوائز الكبرى في العالم الأكاديمي، هناك من يثير زوابع التغيير لتصبح مجرد فبركات سردية، واحتفالات.