ترامب: التدخل في الشرق الأوسط أسوأ قرار في تاريخنا
10-10-2019 08:53 AM
عمون - اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، أن «التدخل في الشرق الأوسط كان أسوأ قرار اتخذ في تاريخ الولايات المتحدة»، وذلك بعد سحب قوة أمريكية من مناطق قريبة من الحدود التركية في سوريا.
وكان هذا القرار المفاجئ، الأحد الماضي، بدا وكأنه ضوء أخضر أمريكي لعملية عسكرية تركية ضد القوات الكردية المتحالفة مع واشنطن في مكافحة تنظيم «داعش».
وضاعف ترامب الذي واجه انتقادات حتى داخل معسكره، التصريحات التي كانت متناقضة في بعض الأحيان، حول هذا الملف وهدد تركيا بعقوبات اقتصادية قاسية إذا «تجاوزت الحد». لكنه يبدو مصمماً على «إنهاء الحروب التي لا نهاية لها»، الأمر الذي كان أحد وعوده الانتخابية.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر «ما كان يجب أن تذهب الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط». وأضاف أن «الحروب الغبية التي لا نهاية لها انتهت بالنسبة لنا».
وأضاف «نعيد ببطء وبشكل آمن جنودنا وعسكريينا الرائعين إلى بلدهم»، موضحاً أن النزاعات في الشرق الأوسط كلفت الولايات المتحدة نحو «ثمانية آلاف مليار دولار» فضلاً عن حياة الآلاف. وتابع ترامب «ذهبنا إلى الحرب بسبب فرضية خاطئة وتبين أنها كذلك: أسلحة دمار شامل. لم يكن هناك أي منها»، في إشارة إلى الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003.
انسحاب
من جهة أخرى، أفاد أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي، أمس، إن الرئيس دونالد ترامب يعتزم الانسحاب من معاهدة السماوات المفتوحة مع روسيا، وهي معاهدة وقعت بعد الحرب الباردة تسمح برحلات مراقبة جوية غير مسلحة فوق الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى.
وكتب أربعة ديمقراطيين، عضوان من لجنة الأمن القومي المهمة في مجلس الشيوخ، واثنان من اللجنة النظيرة بمجلس النواب، إلى وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع مارك اسبر أمس، قائلين إنهم «يفهمون» أن إدارة ترامب ستنسحب من المعاهدة. ولم يصدر إعلان رسمي من البيت الأبيض بشأن نواياه.
وكتب المشرعون الأربعة أن «الانسحاب من معاهدة السماوات المفتوحة، وهي اتفاقية متعددة الأطراف مهمة للحد من الأسلحة، ستكون هدية أخرى من جانب إدارة ترامب إلى (الرئيس الروسي فلاديميربوتين)».
وأكد المشرعون الأربعة أن «معاهدة السماوات المفتوحة عنصر حيوي للأمن الأمريكي والأوروبي، وقرار الانسحاب منها سيكون ضربة جديدة للاستقرار الإقليمي وللأمن الأوكراني»، مضيفين أن البيت الأبيض «ليس لديه مبرر للانسحاب».
مساءلة ترامب
في سياق آخر، وصف البيت الأبيض تحقيقاً طرحه الديمقراطيون في مجلس النواب وقد يؤدي إلى مساءلة الرئيس بأنه «باطل دستورياً» وقال إنه سيرفض التعاون مع تحقيق يفتقر إلى تصويت مجلس النواب بكامل أعضائه.
وأُرسل خطاب من ثماني صفحات وقعه بات سيبللوني مستشار البيت الأبيض إلى نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الديمقراطية وإلى رؤساء لجان المخابرات والشؤون الخارجية والإشراف الديمقراطيين بالمجلس.
وتقول بيلوسي إن التحقيق المتعلق بالمساءلة دستوري وإن تصويت مجلس النواب غير ضروري في هذه المرحلة.
وبدأ التحقيق استناداً إلى اتهامات من مسؤول حكومي أبلغ بأن الرئيس دونالد ترامب طلب مساعدة أوكرانيا في التحقيق مع منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وقال البيت الأبيض إن التحقيقات الثلاثة الأخرى التي انتهت بمساءلة الرئيس في التاريخ الأمريكي، والتي كانت ضد الرؤساء آندرو جونسون وريتشارد نيكسون وبيل كلينتون، اشتملت جميعاً على تصويت مجلس النواب وإن هذه التحقيقات يجب أن تكون بمثابة سابقة لمساءلة ترامب.
وقال مسؤول كبير بالإدارة تحدث وقت الإعلان عن الخطاب «الشروع في الأمر دون تصويت مجلس النواب غير مسبوق في تاريخ أمتنا. في كل مناسبة سابقة جرى فيها تحقيق يؤدي إلى مساءلة الرئيس كان هناك تصويت لمجلس النواب».
وجاء في الخطاب أن ترامب حُرم من حقوقه الأساسية المتعلقة باتباع الإجراءات السليمة مثل الاستفاضة في استجواب الشهود واستدعاء شهود للإدلاء بأقوالهم والحصول على نص مكتوب للشهادة والاطلاع على الأدلة.
وورد في الخطاب «كل هذا ينتهك الدستور وحكم القانون وكل السوابق».
وكان الخطاب نتيجة جهود مكثفة من وراء الكواليس في الأيام القليلة الماضية من قبل محامي البيت الأبيض للرد على سعي الديمقراطيين لمساءلة الرئيس.