احمد العمري الصامت البليغد.مارغو حداد
10-10-2019 01:21 AM
يحاكي المخرج اشرف العبادي في فيلم “ لستُ_وحيداً” أسلوباً إخراجياً أقرب ما يكون إلى ما يعرف بـ”مسرح_الصورة “وعلية يتطلب التعامل معه الفهم لا التفسير.حيث استطاع اشرف العبادي إقحامنا في الفضاء الحميمي للمشهد، وإيصال كل مافيه من شحنة عاطفية مليئة بالمعنى، فلكل لقطة قيمة جمالية وغاية جوهرية، وبالتالي هو يهتم بالتكوين الشكلي للمشهد، وبالقدر ذاته يستحوذ على ما يذخر به من عواطف.حيث تتراجع سلطة النص وسيادة الحكاية بمفهومها التقليدي، لصالح تشكيل حركي وبصري ذلك البوح بكل ما فيه، كان يتطلب بالضرورة إحساساً إخراجياً بالمشهد، وصدقاً في التجسيد التمثيلي، ليكون لديه القدرة على إثارة عواطفنا وحساسيتنا الفطرية لحقيقته. فيما نجح الفنان احمد العمري في إيصال إحساساً صادقاً وحاراً، لا انفعالات في غير محلها، ولا استجابات عاطفية بلا صدى في ملامحه وحواراته، كل شيء يبدو طبيعياً شخصية مونودرامية، تطلبت من احمد العمري بالضرورة التحدث بلغة الوجه العاطفية وهي المهارة التي يجيدها كجزء من مهارات اللعب المشهدي بكل ما ينطوي عليه هذا الأخير من فعل صامت للممثل. بطل تراجيدي بامتياز.. شخصية تتمرد، بتناقضاتها وصراعاتها ومفاجآتها، على كل تفسير ومقاربة أحادية لنا..نحن أمام شخصية تفعل لا تتكلم، تمتلك خصوصيتها التي تستوجب التعامل معها على نحو خاص، لا على أساس الاقتداء والنمذجة، وإنما بالذهاب إلى ميدان اللعب التمثيلي بعيش حياتين، واحدة لعوالمه الداخلية التي تعج بالمشاعر والانفعالات الشخصية ويمتاز بناؤها الدرامي ببنية مونودرامية، وأخرى خارجية هي التي يطل عبرها على الناس هارموني بليغ للعواطف المتناقضة ، يشبه البوح الداخلي، فيوجز المسافة بين الجسد والروح حين يرخي جسدة على الارض ، بعد أن سقط ، مثقل بالقهر يبكي، ثم يضحك… حتى يختلط الحزن بالفرح ، ويمتزجان باليأس والضجر. ..قيمة الممثل..أي ممثل...تقاس عندي بمدى رغبته ألا يكون هو..في كل دور يقدمه.. وعلية لا يحتاج الممثل المبدع لأكثر من مشهد واحد ليقول هأنذا..ويقبض على اهتمام الناس وقلوبهم درجة عالية من الصدق الفني، ويعبر عنها على نحو مدهش، مركز على ما كان المخرج الروسي “قسطنطين ستانسلافسكي” يدعو للتركيز عليه في تنظيره لعملية إعداد الممثل، حين أراد “أن يكون جسد الممثل مثل البارومتر يستجيب للتبدلات الروحية كلها، وينسج بشكل فني رائع، الحياة الداخلية للشخصية”.،..أحمد العمري مثل حالة عشق عصية على النسيان، وفي كثير من المرات يبدو مثل أكسير الحياة الذي يكافح آثار الشيخوخة عند البشر ويمنحهم القوة . نقرأ العمل ونستبشر به انطلاقا نحو سينما راقية بأدوات إدهاشية للمتعة ..فيلم لا يخذل ذائقة كل من يراه. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة