أمريكا تدعم إنشاء أول مزرعة سمكية في مخيم للاجئين
09-10-2019 03:05 PM
عمون - رحب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بمساهمة قدرها 560 ألف دولار أمريكي من وزارة الخارجية الأمريكية لدعم المزرعة السمكية المبتكرة التي نفذها البرنامج بمخيمات اللاجئين في مدينة تندوف بالجزائر.
وهذه هي المساهمة الثانية التي تقدمها الولايات المتحدة لدعم أنشطة البرنامج في الجزائر لتوفير فرص لكسب الرزق للاجئين وتعزيز الأمن الغذائي في المخيمات.
وستتيح هذه المساهمة الأمريكية للبرنامج زيادة إمكانية الحصول على الأسماك الطازجة التي تنتجها أول مزرعة سمكية تقام في مخيم للاجئين في العالم، ويتوقع أن يصل إنتاجها السنوي إلى 21 ألف كيلوجرام من أسماك البلطي. ويتم تربية أسماك البلطي، وهي من الأسماك القادرة على تحمل درجات الحرارة العالية، على دورات مدتها ثمانية أشهر في عدة أحواض. وقد تم إنشاء المزرعة بالشراكة مع منظمة "مثلث الأجيال الإنسانية"، وهي منظمة فرنسية غير حكومية، وذلك بتمويل من مكتب السكان واللاجئين والهجرة بوزارة الخارجية. ويقوم البرنامج باختبار هذه التقنية منذ شهر فبراير/شباط الماضي وقام بتدريب فريق يضم 15 لاجئ.
وقال عماد خنفير، ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القُطري في الجزائر: "للوهلة الأولى، يبدو إنشاء مزرعة سمكية في الصحراء فكرة مجنونة. غير أنه قد تم بنجاح تنفيذ هذا الأسلوب في ظل ظروف مشابهة في الجزائر، وقد أظهرت الشهور الماضية أنه من الممكن تكرار التجربة في مخيمات اللاجئين حيث تتوفر المياه الجوفية." وأضاف: "يشعر البرنامج بالامتنان الشديد للولايات المتحدة الأمريكية، حكومةً وشعباً، لدعمهما المتواصل الذي يتيح الفرص للاجئين الصحراويين، نساءً ورجالاً، ويساعد البرنامج على التوصل إلى حلول غذائية مبتكرة."
وعلى مدار فترة تتجاوز 40 عاماً، كان اللاجئون الصحراويون يعيشون في ظل ظروف شديدة القسوة في خمسة مخيمات في الصحراء بالقرب من مدينة تندوف الجزائرية. وعلى الرغم من المساعدات الغذائية المنتظمة، إلا أن معدلات انتشار سوء التغذية وفقر الدم لا تزال تمثل تحدياً كبيراً، ولا سيما بين النساء والأطفال. ويعتمد اللاجئون اعتماداً شبه كامل على الحصص الغذائية الشهرية التي يقدمها البرنامج مع صعوبة وصولهم إلى المنتجات الطازجة.
وقال خنفير: "تعتبر هذه المزرعة السمكية إضافة ناجحة إلى وحدات الزراعة المائية ذات التكنولوجيا البسيطة التي يقدمها البرنامج في المخيمات منذ عامين، مما يتيح للاجئين فرصة زراعة علف طازج للماشية في سبعة أيام فقط." وأضاف: "من الممكن تكرار هذه الحلول الغذائية في أي مكان من العالم لدعم الاحتياجات الغذائية للأسر المحتاجة التي تعيش في بيئات قاسية."
ومنذ عام 2016، يعمل البرنامج على تنفيذ أنشطة مبتكرة بالإضافة إلى المساعدات الغذائية التقليدية التي توفر للنساء والرجال اللاجئين فرص لكسب الرزق والقدرة على الصمود من أجل زيادة قدرتهم على الحصول على الأغذية الطازجة والمغذية. يدعم البرنامج اللاجئين من الصحراء الغربية في الجزائر منذ عام 1986.