وزير المالية ونظرية إصلاح النوافذ المكسرة
السفير الدكتور موفق العجلوني
09-10-2019 02:46 PM
نحمد الله و نشكرة انه بعد تكسير العديد من النوافذ ( معنوياً) من قبل الحكومة و نقابة المعلمين و التي كلفت الدولة ٦٥ مليون دينار بسبب إضراب المعلمين و الذي استغرق أربعة أسابيع ، استطاعت الحكومة ان تحافظ على النافذة الوحيدة بينها و بين النقابة و التي أشرت اليها بمقالي بعمون الغراء قبل ثلاثة أسابيع . بعنوان ( الحكومة و نقابة المعلمين و نظرية النوافذ المكسرة ) .
لقد تنفس الاردنيون الصعداء ، بعد هذا المخاض المتعسر ، و بعد تدخل المعلم الاول في بلدنا الحبيب رغم وجود العدد الهاىل من المعلمين و الأساتذة و المنظرين و الخبراء الرسمين و البرلمانيين و الشيوخ و متخصصي الأعشاب التربويةً و الوصفات السحرية ، حيث لم يكن امام المعلم الاول في ضوء تُمترس المولود في رحم النقابة ، الا ان يتدخل من خلال حقن هذا الرحم بوصفة طبية بلغت تكلفتها ٦٥ مليون دينار لا غير . و لعدم تكرار مثل هذه الحالة من تحطيم النوافذ و المقابض في المستقبل ، أوصى المعلم الاول بضرورة إغلاق قنوات فالوب كلها و عدم تكرار ذلك في المستقبل تجنبا لإجراء عملية ازالة الرحم الذي ربما يوءدي الى حمل كاذب او مواليد مشوهة او معاقة عقلياً يصعب تربيتها او التعامل معها .
المشكلة الان انتقلت من باب نقابة المعلمين و وزارة التربية و التعليم و مبنى الرىاسة الى باب وزارة المالية .
ومعالي وزير المالية الصديق العزيز الدكتور عزالدين كناكرية ، لدية مشكلة كبيرة كيف سيقوم باصلاح النوافذ المكسرةً، فوزارة المالية و نحن مقبلون على شتاء الموازنة و إعصار البنك الدولي و قضايا الفقر و البطالة و خدمة الدين العام غير قادرة على إصلاح نوافذ الطابق الاول من أصل سبعة طوابق فكيف الحال ان معاليه مضطر لبناء طابق ثامن في وزارة المالية و بكلفة ٦٥ مليون دينار أردني . المشكلة ليس ببناء الطابق الثامن فهي سهلة ، مواد البناء متوفرة لدينا و الخبرات الهندسية متوفرة ... و لكن المشكلة تكمن لن يتوفر لدينا نوافذ في الطابق الثامن قبل إصلاح النوافذ المكسرةً في الطوابق السبعة .
ومن هنا عندما تدخل المعلم الاول لحل مشكلة الإضراب ، بات على الدولة العودة الى الأوراق النقاشية الملكية السبعة و التي اذا قمنا بالأخذ بها نستطيع كدولة و شعب ان نصلح كافة النوافذ المكسرةً و نحافظ أيضاً على نوافذنا الباقية لا بل تصبح نوافذنا محصنة و غير قابلة لا للاختراق و لا للكسر .
اعان الله معالي وزير المالية الذي يحتاج الى الاستعانة بوحي من السماء لمساعدته في كيفية إصلاح ملايين النوافذ المكسرة.