لا أحد يستطيع ان ينكر الدور المحوري الذي قام به محمد علي في مصر، بعد أن استقل بها عن سلطة الدولة العثمانية، وتوسع حتى احتل الأردن وفلسطين وأجزاء كبيرة من الجزيرة العربية والسودان وأجزاء من بلاد الشام بقيادة ابراهم باشا ابن محمد القائد العسكري الفذ الذي انتصر في جميع معاركه، قبل ان توقف طموحاته الدول الأوروبية (فرنسا وبريطانيا) الطامحة الى تقاسم الرجل تركة الرجل المريض (الدولة العثمانية)، ولم يكونوا بحاجة قط الى حركة نهضوية تكون بمثابة الإنعاش للمريض، مما يؤثر سلبا على طموحاتهم.
أرسل محمد على البعثات الدراسية الى أوروبا في كافة مباحث العلوم، الذين عادوا ليشاركوا في نهضة مصر الحديثة، لكن حساب السرايا لم يكن قريبا من حساب القرايا......فتم تحجيم محمد على وأعادوه الى مربعه الأول مصر.
قلنا لا أحد ينكر دور محمد على النهضوي، لكن أحدا لا يستطيع أن ينكر أنه كان مستبدا قاسيا لا يحسب للشعب حسابا ولا يشابه بمعاناته، وربما كان هذا الاستبداد الذي جعل المقاومة الشعبية تنتشر في كل مكان انتشرت فيها جيوشه، بالمناسبة فقد وقعت الأردن تحت احتلال محمد على لعشر سنوات تقريبا، لم يترك لنا فيها من آثار سوى ألعاب (طقّي واجري) وكلمة «مصاري» ومعسكر الجيزة وبضعة اشياء أخرى لا تقترب من النهضوية قط.
كان محمد علي (وهو ألباني الأصل ولد في اليونان) يسمى الشعب عبيدا، لا بل أنه أكد ذلك في الوثائق الرسمية. لما قام بتشكيل مجلس الشورى (ما يشبه البرلمان) نص في أمر تشكيله بأنه يتألف من: (ذوات مقدار الكافي يصير انتخابهم من العبيد الذين مجربين الأطوار وأصحاب قابلية ومفهومية لدى ولي الأمر) انتهى الاقتباس.
طبعا لاحظتم مدى الركاكة اللغوية في المنشور. ما علينا!
وفي الفصل الثالث من قانون «السياسة نامة» أورد القانون شروط أهلية المستخدمين والموظفين الحكوميين، فنص على أن من خالف شروط العبودية فيلزم أن يجازوا بالجزاء اللائق بهم، لأجل أن يكون تأديبا لهم وعبرة لغيرهم، الكلام على عهدة الكاتب صلاح عيسى في كتابه (هوامش المقريزي حكايات من مصر).
الدستور