الأردن مع السعودية واليمن في تصديهما للشعوبية!!!
أ.د.فيصل الرفوع
16-11-2009 03:12 AM
كان الإصلاحي ابو الحسن بني صدر اول رئيس أيراني في عهد الثورة الخمينية، وهو أول من ... نوه إلى وجوب تصدير الثورة.... ... وأكد في رده على قادة حركة التحرر العربستانية، بأن ...حدود إيران هي اليمن.. . فإذا كان هذا هو رأي السياسي -الإصلاحي لثورة كانت وما زالت هلالا ، فكيف يا ترى سيكون رأي الولي الفقيه في العرب والعروبة والإسلام.. اليوم بعد أربعين عاما من التخطيط والتنظيم والتقية والتآمر والحقد والضغينة على كل ما يمت بصلة للعرب وللقومية العربية، وبعد أن أصبحت الثورة بدرا؟.
وقف العراق بالأمس لهم بالمرصاد، حيث دحرهم واجل استشراء شرورهم في الجسد العربي، ووضع حدا لتصدير ثورتهم وتغيير معالم الأمة وعقيدتها وقيمها ومنهج سلوكها. فمن يقف اليوم أمام شرورهم؟ بعد أن تم ذبح العراق، خدمة لكل أعداء الأمة جزاء له على تصديه للصهيونية والشعوبية.
واليوم نقف أمام خطر شعوبي أخر، لكنه هذه المرة اتخذ من الطائفية البغيضة سلاحا له، لينال من القيم العربية والإسلامية ما عجز عنه الولي الفقيه في السنين الماضية، إنهم الحوثيون، الذين أطلوا من جديد ليزيدوا الأمة إرباكا فوق إرباكها، ويمعنوا في تمزيق ما بقي من أشلائها، ويساهموا لإدخالها في أتون الحروب الأهلية والإقليمية التي لا يعلم مداها إلا الله.
والمواجهة الدائرة اليوم بين الامة العربية ممثلة باليمن والسعودية ضد الشعوبيين والتي بدأت في 11 أب 2009 هي الرابعة من نوعها. فقد اندلعت المواجهة الأولى في 19 يونيو/ حزيران 2004. أما المواجهة الثانية فقد انطلقت في 19 مارس/ آذار 2005 ، والثالثة في نهاية عام 2005. ومن خلال معرفة حقيقة الداعمين لهذا التمرد الشعوبي، نقف على طبيعة هذه الحركة ومدى تموضعها مع أهداف أعداء الأمة، فأول الداعمين لها إسرائيل، ثم الجارة إيران.
للمملكة العربية السعودية الحق في الدفاع عن أمنها وسلامة أراضيها وسلمها المجتمعي ومصالح شعبها، هذا من ناحية، كما أن لها الحق في مساعدة اليمن، جارتها وشقيقتها وامتدادها الإستراتيجي، بحكم العروبة والإسلام الحنيف، والمصالح المشتركة من جهة أخرى.
بالإضافة إلى أن ميثاق جامعة الدول العربية يحتم، ليس على السعودية وحدها، بل على كل الأقطار العربية أن يقفوا مع اليمن في تصديه للأخطار الشعوبية التي تهدد وحدته وسلامة أراضيه، وتمثل خطرا على الأمن القومي العربي خاصة في منطقة الجزيرة والخليج العربي ومضيق باب المندب وقناة السويس.
والأردن كعادته، أعلن وقفته الأكيدة مع السعودية واليمن في التصدي لهذه الأخطار المحدقة بجنوب جزيرة العرب. كما أن تأكيد الملك على وقوف الأردن بجانب أشقائه يمثل الإستراتيجية الدائمة للدولة الأردنية والتي تعتبر الأردن في خندق واحد مع كل المصالح القومية.
alrfouh@hotmail.com