يبدو الحب من اول نظرة مصيرة الى الزوال ، وظهور بدلاً منه الحب من اول نقرة ! بسبب التطور المتسارع والهائل في وسائل التواصل وأدوات الاعلام الاجتماعي الجديد ، أو ما يسمى الفضاء الازرق ( الفيسبوك ) !
نجد ان الانترنت صار جزءاً رئيسياً من تفاصيل حياتنا ، وهناك ميل بسببها إلى السرعة والاختزال والبوح الشفيف ! والانفعال العاطفي والتواصل المشبع بالمشاعر والمحمل بالآمال !
علاقات الفيسبوك متعددة ، فمنها مايتعلق بالهوية والصراع ، ومنها ما يتعلق بالغزو الفكري ، وهناك كذلك ما يتعلق بقضايا الثورات العربية ، وظهر ذلك جلياً من خلال ما يسمى بثورات الربيع العربي ؟
هناك مؤشر خطير على التجريم المجتمعي للمرأة ؟ في كل ارتباط بين رجل وامرأة ، ليس عنوانة الزواج قائماَ او محضر له ؟ ويتضح بان هناك بين النقرة والنظرة مسافة خيال ! ممكن حلم وممكن خيبة ؟
بالفعل هنالك اشكالية واقعية لاسيما في علاقات الزوجين ، وتجلّي أثر غياب الانسجام الروحي ، يسبب في تحويل العلاقات الى براكين تتأهب لتثور ناسفه أركان العلاقات ! واللجوء للعالم الازرق للبحث عن هذا الاحساس المفقود في أرواح أناس أخرى من خلال أقامة علاقات وجدانية ( فيسبوكية ) ! تعوض الروح عن الجانب المهمش في حياة الزوجين !
( باهرة ) .... التي اتخذت لنفسها اسماً افتراضياً ( بائعة الورد ) ! دخلت العالم الازرق ، بسبب غياب زوجها ( زاهر ) عن روحها وعواطفها .... ( زاهر ) هذا يتعاطى المنشطات نهاراً والمسكنات ليلاً والجوكر في نهاية الاسبوع ، بعد قيامة بواجباتة التقليدية وخاصة يوم الخميس الاسود ! مكتفياً بجسد ( باهرة ) ! ( باهرة ) بعد دخولها العالم الازرق تعرفت على ( امير الحب ) ؟ وبدأت ( بائعة الورد ) معة بالنكزة البكر ! حيث شكلت الوخزة الاولى أو بالاحرى الشرارة الاولى للعلاقات الوجدانية العاطفية !! وبسبب المجتمع الهش في علاقاتة العاطفية .... بدأت العلاقة تتطور واخذت مساراً متسارعاً يسابق الزمن .... اصبحوا كائنات الكترونية يحبون من اول نقرة ! بدلاً من اول نظرة ، ويتفاعلون افتراضياً باستخدام ( ايمو شين ) بمعنى رموز انفعالية ! التي تصنف بمثابة لغة التواصل الجسدي عبر الانترنت ....
اخيراً ..... اتفقا على لقاء بحديقة عامه ... لترتيب شؤون الارتباط الشرعي بينهما .... لكن كانت المفاجأة الكبرى حيث اكتشف ( زاهر ) ان ( بائعة الورد ) ؟ هي زوجتة ( باهرة ) الواقعية ! وتبين ل ( باهرة ) أن ( أمير الحب ) ما هو الا زوجها ( زاهر ) ! .... الصمت عم المكان لساعة زمن ! بعدها بادر ( زاهر ) والتقط يد ( باهرة ) وهمس لها سنحول النكزات والنقرات والكومنتات .... الى واقع ! واللعنة للخميس ! وباقي الايام لكِ يا بائعة الورد !!
عبدالحليم حافظ .... وعلى ذمة ( عراف ) ، طلب منة من خلال رؤيا في المنام ! ان يضيف لاغنيتة الشهيرة ... التي تقول كلماتها .... بالكلمات ... بالهمسات .... باللمسات ! رفض ( العندليب الاسمر ) اضافة النكزات والنقرات لكلمات اغنيتة دون ابداء الاسباب ؟؟؟
الرسالة ..... كم يلزمنا من الطاقة لنستمر ؟ وكم نحتاج من النقرات لنكون هنا .... ولتظل اليد باليد حتى لو رحل المكان عنا في حال انقطاع الكهرباء عن العالم الازرق ( الفيسبوك ) ؟